فغدا الملك باهرًا من رآه ... شاكرًا ما أتيتما من سداد
فيه أيديكما على الظفر الحلو ... وأيدي قوم على الأكباد
هذه دولة المكارم والرأ ... فة والمجد والندا والايادي
كسفت ساعة كما تكسف الشمس ... وعادت فنورها في ازدياد
لله در أبي الطيب، كأنما شاهد هذه الواقعة. فوضع هذا الدر مواضعه. فلا بدع للمتنبي إذ أخبر بالمغيبات. وحدث عما هو آت. وكان ذلك مما له من المعجزات. والآيات البينات. فالله تعالى يصون شملكم عن التفريق. ويوشى شملكم بطراز الوفاق والتوفيق. ويمتع بكم الرعايا. بل كافة البرايا. والسلام. على الدوام. ومنه ما كتبه إلى الشريف ادريس بن الحسن سلطان مكة المشرفة مهنيًا له بالبرء من مرضه الذي مرضه بالشرق. يقبل الأرض متضرع اعتاض من الهجوع الهجود. وارتاض بالركوع والسجود. ولاذ بالملتزم الشريف والمستجار. وعاذ بالركن المنيف والاستار. وتوصل إلى الله تعالى بكل نبي ورسول. وتوسل إليه في أعز مرام وسول. مذ طرقه طارق أسهره وأقلقه. وأوقعه في بحار الفكر والمغرقة. وأضجعه على القتاد والمعك. حين لايم ذلك الجسد الشريف الوعك. فإني لك والتجري على حمي مصون بأسوار السور. يحوط بها عن تطرق الحوادث والغير. لم يزل قايمًا في طاعة خالقة ومنشيه. دائمًا في مساعي مبدعه ومبديه. كيف تطرقت الحمى إلى ذلك الحمي. وإني استجازت المقام حيثما. يا لها جرأة على متهيب. واقدامًا على ممتنع متجنب. لكن لا بدع في ذلك. ولا عجب مما هنالك.
فمنازل الحمى الجسوم فقل لنا ... ما عذرها في تركها خيراتها
اعجب بها شرفًا فطال وقوفها ... لتأمل الأعضاء لا لاذاتها
وإلا
فكيف تعلك الدنيا بشيء ... وأنت المستغاث لم ينوب
وكيف تنوبك الدنيا بداء ... وأنت لعلة الدنيا طبيب
فوعزتك القعسا. وصحتك التي أطابت للمعالي نفسًا. لئن اعتللت فقد اعتلت لعلتك السماء والأرض. وتمارض لمرضك الباس والكرم المحض. بل اعتل لعلتك في العيون الغمض. وذوى لذلك شباب الزمان الغض. فالحمد لله الذي أزال العرض بعد حصول الانتفاع بثوابه. وابعد المرض عن ذلك الجسم اللطيف وما ثوى به. فقد رفعت في ساحات التهاني رايات البشاير. وتليت في منازل الأماني آيات الأشاير وظهر برهان البعد الباهر. وأنشد لسان المجد معبرًا عن ضميره باسمه الطاهر. فقال. واطلب المقال.
المجد عوفي مذ عوفيت والكرم ... وزال عنك إلى أعدائك الألم
صحت بصحتك الغارات وابتهجت ... بها المكارم وانهلت بها الديم
وراجع الشمس نور كان فارقها ... كأنما فقده من جسمها سقم
فنوسع المنعم على هذه النعمة حمدًا وشكرًا. ونصير الثناء على ذلك اللسان ذكرًا وللجنان ذكرًا. إذ من علينا بشفاء سيد تفرد في شأو المعالي. وارتفع شأنه على الأثير العالي. وتفرع غصنه من دوحة النبوة والخلافة. وتضوع نشره من سوحة الفتوة والشرافة وأحيا الله به مآثر آبائه الصيد من آل هاشم. وأعيابه الغلب الصناديد من كل غاشم. وحمي بكلاءته حمي البيت المطهر. وحرس بإيالته سوح حرمه الأطهر. واختاره على الخليقة خليفة. وامتازه بكل سجية شريفة. وجمع له بين فحامة القدر. ولطافة الخلق السبط الحسن. وأتاح له مآثر جده الكامل الخلق السبط الحسن. ومنحه الشفقة على رعيته. والرأفة عند استجاشة شهامته وحميته. فالله تعالى يبقيه وساحته عن تطرق الغير محروسة. وباحته بكل عزأ ولعز مانوسة. فالحمد لله على بلوغ الأمل باجابة الدعا وقبول العمل ممن تبتل ودعا. وقد كان الواجب على العبد المثول بنفسه إلى تلك الحضرة العالية. والحلول بتلك الرحبة السامية. ليتملى بطلعة مولانا وقد تسربل بسربال الصحة. ولبس ثياب الشفا فتلك أعظم منحه. غير إن العجز أقعده. وسوء الحظ أبعده فأناب كتابه منابه. وأقامه سفيرًا يبلغ ما نابه. مهنيًا مولانا بالصحة والعافية. ومصح جسده الشريف بيد الله الشافية
وما أخصك في بر بتهنئة ... إذا سلمت فكل الناس قد سلموا
1 / 40