أنت العليم بما في القلب يا أملى ... من الوداد فجد بالعفو لي ودم
فأجبته بقولي
مهلًا سقتك الغوادي هاطل الديم ... من ذا يباريك في قول وفي حكم
نظمت قسرًا نجوم الأفق زاهرة ... ورمت نظمي وأين الأفق من كلمي
ما الدر في نسق والبدر في أفق ... والليث في نقم والغيث في كرم
أبهى نظامًا وأسنى منك مطلعًا ... أدهى انتقامًا وأجدى منك في نعم
فهل لمن رام أن يحكي علاك علا ... في مثل هذي المساعي الغر من قدم
إن رمت فخرًا فقل ما شئت من همم ... إن رمت مشيًا فطأ ما شئت من قمم
وكتب إلي أيضًا
وزائرة والبدر يتبعها وهنا ... ونور سناها من سنا نوره أسنى
رداح لها في الحسن أعظم آية ... تراها إذا ما أقبلت تخجل الغصنا
لها في صميم القلب خافي محبة ... وسر وداد أظهر الأسم أو كنى
حليف غرام في هواها مولع ... بها دائم الأسقام من هجرها مضنى
يذكرها عهد المحبة والهوى ... فتعرض عما قال مصغية ظنا
وإن لاح برق من نواحي ديارها ... أحل بقلبي المستهام بها حزنا
فياليت شعري كم يقاسي صدودها ... فتى لم يجد صبرًا ويوشك أن يفنى
فوالله رب العرش حلفة صادق ... لقد ضقت ذرعًا من زماني وما سنا
زمان إذا ما رحت فيه مطالبًا ... لنيل سرور زادني وهنه وهنا
أسائله تجديد عهد بقربها ... وهيهات منه أن يمن وما منا
وما كل من يعطى النول ينيله ... ولا كل من أغناه خالقه أغنى
نعم في بلاد الله طرا ممجد ... إذا قال قولًا صدق الخبر المعنى
على أخي البر الذي ما قصدته ... لدى شدة إلا وصادفته ركنا
فتى قط ما لاقيت منه حزونة ... على أنني صاحبته السهل والحزنا
فلا زال محروس الجناب مؤيدا ... برب الورى طرًا وأسمائه الحسني
فكتبت إليه بهذين البيتين
أيا ماجدًا قد أحكم اللفظ والمعني ... ومعه من الابداع ما لم يكن معنا
إليك فقد صيرت سحبان مفحما ... وأخجلت بالأفضال يا سيدي معنا
ولما ورد الخبر بموت العمة الشريفة من مكة المشرفة كتبت إليه معزيًا له فيها لأنها هي التي تولت تربيته إذ ماتت أمه عن مهده
ربنا أفرغ علينا صبرًا وتوفنا مسلمين
أهكذا دوحة العلياء تنقصف ... وهكذا الشمس في الآفاق تنكسف
وهكذا ظبة الماضي تفل شبا ... من بعد ما زانها الامضاء والرهف
وهكذا بهجة العليا ونضرتها ... يذري بمشرفها الأظلام والسدف
وهكذا ذروة المجد الأثيل غدت ... يضمها بعد حسن الحلية الصدف
لله آية روح فارقت جسدًا ... وأي جثمان عن ضمه جذف
يا قرة لعيون المجد قد سحنت ... بكى لها الأشرفان المجد والشرف
إنا لله وإنا إليه راجعون قول من عمه البلى لفقد عمته. وتردد فيه الحزن من لمته إلى قدمه ومن قدمه إلى لمته. أي والله عم الرزء والمصاب. وحفت بهذه المصيبة الأرزاء والأوصاف
مصاب قضي أن لا تأسى بعدما ... مضى منجدًا صبري وأوغلت متهما
نعي الناعون واضحة المحيا ... ألوف البيت ذي العمد الطوال
من البيض العقائل من معد ... بنين قبابهن على الجلال
نعوا ظبة لابيض مشرفي ... قديم الطبع عاديّ الصقال
لله أي شمس نعوا. وأي حزن دعوا. وأي دوحة ذوت. وأي نجمة خوت. وأي بهجة ولت. وأي نعمة فاتت. وأي عمة ماتت.
فياليت شعري هل درى الموت من دها ... ويا هل أديم الأرض يعلم من أخفى
بكى بعدها من كان لا يعرف البكا ... وودت رجال لو تشاطرها الحتفا
1 / 21