La compagnie et les compagnons
الصحبة والصحابة
Genres
فإذا سمعنا حديثا نبويا يثني على (أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم)، أو أثرا من الصحابة خاصة يثني على (أصحاب النبي)، فلا تنزل تلك الأحاديث والآثار إلا على هؤلاء (الأصحاب) وهم المهاجرون والأنصار الذين فصلهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن (سائر الناس)، وأوضح الناس دخولا في هؤلاء (الناس) الطلقاء الذين أسلموا يوم فتح مكة أو من بعدهم لارتباط الفتحين بهم سواء فتح الحديبية أو فتح مكة؛ لأنه إن كان المقصود فتح مكة ففيه نص على تسميتهم (الناس) وإن كان الفتح هو فتح الحديبية فخروجهم من الصحبة من باب أولى لأن المسلمين بعد الحديبية يدخلون في الناس لا في الصحابةولا يجوز أن نجمع بين (حيزين) قد فرق بينهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ومن تأكد له هذا ثم أراد أن يجعل (الحيزين) حيزا واحدا فقد عارض صريح الحديث، خاصة وأن الآثار قد جاءت بأن (الناس) الذين دخلوا في دين الله أفواجا سيخرجون من الدين أفواجا! وهذا الخروج إما ردة أو نكوص عن حسن الإسلام، وكله قد حدث.
الدلالة الثانية: غضب مروان بن الحكم الذي أراد أن يضرب أبا سعيد الخدري على رواية هذا الحديث؛ لأن هذا الحديث يعني إخراج مروان، ووالده، ومعاوية (الذي يعمل له مروان)، وفي الحديث إخراج معظم قريش أقرباء مروان من (الصحابة) إلى (الناس) الذين ليس لهم ميزة عن سائر الناس.
الدلالة الثالثة: ما فهمه رافع بن خديج، وزيد بن ثابت، وأبو سعيد الخدري، رضي الله عنهم، وهو صحابة صحبة شرعية فالثلاثة عرفوا أن هذا سيغضب مروان، ولكنهم صدعوا بكلمة الحق، بعد أن كاد يخفيها زيد ورافع؛ خوفا على مصالحهما من الضرر الذي سيلحقهما من مروان بن الحكم والي معاوية على المدينة.
Page 103