التصوف - المنشأ والمصادر
التصوف - المنشأ والمصادر
Maison d'édition
إدارة ترجمان السنة
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
Lieu d'édition
لاهور - باكستان
Genres
ويقول الهروي عبد الله الأنصاري المتوفي ٤٨١ هـ:
(الزهد أصله تعذيب الظاهر بترك الدنيا) (١).
وينقل ابن الملقن عن أستاذ الجنيد أنه قال:
(علامة الفقير الصادق أن يفتقر بعد الغنى، وينحط بعد الشهرة) (٢).
وينقل السلمي عن سمنون المحب - وهو من أصحاب السري السقطي - أنه سئل عن الفقير الصادق فقال: (الذي يأنس بالعدم كما يأنس الجاهل بالغنى، ويستوحش من الغنى كما يستوحش الجاهل من الفقر) (٣).
وذكروا عن أبي يزيد البسطامي أنه سئل: بأي شيء نلت هذه المعرفة؟ فقال: (ببطن جائع وبدن عار) (٤).
وأخيرا ذكر الكلاباذي عن الصوفية فقال:
(أنهم قوم تركوا الدنيا فخرجوا عن الأوطان، وهجروا الأخدان، وساحوا في البلاد، وأجاعوا الأكباد، وأعروا الأجساد) (٥).
مع اعترافهم بأن هذه هي المسيحية كما نص على ذلك أبو طالب المكي حيث قال:
(روينا عن عيسى ﵇ أنه قال: (أجيعوا أكبادكم، وأعروا أجسادكم لعل قلوبكم ترى الله ﷿ (٦).
فالنصوص في هذا المعنى أكثر من أن تعد وتحصى، وأن يسعها كتاب فهيهات هيهات أن يسعها باب أو جزء من الباب، وكل هذه النصوص تنطق صراحة عن مصدرها الأصلي ومرجعها الحقيقي، ولا علاقة لها بتعاليم الإسلام وإرشاداته، بل أنها مخالفة تماما لتلك، ولكي يسهل على القراء والباحثين المقارنة ذكرنا ما ورد في القرآن والسنة في هذا الخصوص، كما أوردنا قبل ذلك توجيهات مسيحية وتعاليم
(١) منازل السائرين مع العلل والمقامات ص ٢٩٦ ط إيران ١٣٦١ هجري قمري. (٢) طبقات الأولياء لابن الملقن المتوفى ٨٠٤ هـ ص ١٥٢ ط مكتبة الخانجي القاهرة ١٩٧٣ م. (٣) طبقات السلمي ص ٤٧. (٤) قوت القلوب ص ١٦٨، أيضا الرسالة للقشيري ص ٨٨. (٥) التعرف للكلاباذي ص ٢٩. (٦) انظر قوت القلوب لأبي طالب المكي ج ٢ ص ١٦٧.
1 / 78