التصوف - المنشأ والمصادر
التصوف - المنشأ والمصادر
Maison d'édition
إدارة ترجمان السنة
Édition
الأولى
Année de publication
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
Lieu d'édition
لاهور - باكستان
Genres
الظّاهِرُ وَالبَاطِنُ
وأما الفكرة الأخرى التي تسربت إلى التصوف من التشيع، واعتنقها الصوفية بتمامها هي فكرة تقسيم الشريعة إلى الظاهر والباطن، والعام والخاص.
ومنها تدرّجت وتطرقت إلى التأويل الباطني والتفسير المعنوي، وتفريق المسلمين بين العامة والخاصة، فإن الشيعة بجميع فرقها، وخاصة الإسماعيلية منهم يعتقدون أن لكل ظاهر باطنا، وقد اختص بمعرفة الباطن عليّ ﵁، وأولاده أي أئمتهم المعصومون حسب زعمهم، فسمّوا الموالين لهم بالخاصة، وغير المؤمنين بهذه الفكرة بالعامة.
فلقد قالوا:
(لا بدّ لكل محسوس من ظاهر وباطن، فظاهره ما تقع الحواسّ عليه، وباطنه يحويه ويحيط العلم به بأنه فيه، وظاهره مشتمل عليه) (١).
وكذبوا على رسول الله ﷺ أنه قال:
(ما نزلت عليّ آية إلا ولها ظهر وبطن، ولكل حرف حدّ، ولكل حدّ مطلع) (٢).
ثم قسموا الظاهر والباطن بين النبي والوصيّ حيث قالوا:
(كانت الدعوة الظاهرة قسط الرسول صلوات الله وسلامه عليه، والدعوة الباطنة قسط وصيّه الذي فاض منه جزيل الإنعام) (٣).
ثم قالوا:
(إن الظاهر هو الشريعة، والباطن هو الحقيقة، وصاحب الشريعة هو الرسول محمد صلوات الله عليه، وصاحب الحقيقة هو الوصيّ عليّ بن أبي طالب) (٤).
هذا ولقد فصلنا القول في ذلك في كتابنا (الإسماعيلية القدامى تاريخ وعقائد)
(١) كتاب أساس التأويل للنعمان القاضي ص ٢٨. ط دار الثقافة بيروت.
(٢) أعلام النبوة لأبي حاتم الرازي تحقيق صلاح الصادي. ط انجمن فلسفة إيران ١٣٩٧ هـ.
(٣) كتب الذخيرة في الحقيقة للداعي الإسماعيلي علي بن الوليد المتوفى سنة ٦١٢ هـ ص ١١٣. ط دار الثقافة بيروت.
(٤) انظر الإفتخار للداعي أبي يعقوب السجستاني ص ٧١. ط لبنان.
1 / 243