182

التصوف - المنشأ والمصادر

التصوف - المنشأ والمصادر

Maison d'édition

إدارة ترجمان السنة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Lieu d'édition

لاهور - باكستان

Genres

المحبوب، بصر باطنه، فيظهر له لوامع أنوار الغيب، وينفتح له باب الملكوت، ويلوح منه لوايح) (١). والترمذي الملقب بالحكيم يقول: (إن الأولياء لهم علامات وعلوم، وأما ما يعرفونه من العلوم فهي (علم البدء، وعلم الميثاق، وعلم المقادير، وعلم الحروف، فهذه أصول الحكمة، وهي الحكمة العلمية، وإنما يظهر هذا العلم عن كبراء الأولياء ويقبله من له حظ في الولاية) (٢). ويقول الجيلي عبد الكريم: (كل واحد من الأفراد والأقطاب له التصرف في جميع الممكلة الوجودية، ويعلم كل واحد منهم ما اختلج في الليل والنهار فضلا عن لغات الطيور. وقد قال الشبلي رحمه الله تعالى: لو دبّت نملة سوداء على صخرة صماء في ليلة ظلماء ولم أسمعها لقلت: أني مخدوع أو ممكور بي. وقال غيره: لا أقول: ولم أشعر بها لأنه لا يتهيأ لها أن تدبّ إلا بقوتي وأنا محركها) (٣). هذا ومثل هذا أكثر من أن يسعه كتاب، أو تشمله رسالة، ولقد تأتي حكايات المتصوفة المتضمنة إخبارهم بالغيب، وإحاطتهم بجميع علوم الكون وأحواله، وإطلاعهم على ما كان وما يكون في محله وفي باب مستقل إن شاء الله.

(١) شرح مقدمة التائية الكبرى لداود القيصري مخطوط ص ١٠٤ نقلا عن كتاب ختم الأولياء ص ٤٩٦. (٢) ختم الولاية للحكيم الترمذي ص ٣٦٢. (٣) الإنسان الكامل للجيلي ص١٢٢.

1 / 185