Le Soudan Égyptien et les Ambitions de la Politique Britannique
السودان المصري ومطامع السياسة البريطانية
Genres
ولفيضان عام سنة 1913 أثر في حاصلات مصر الزراعية يختلف اختلافا عظيما عما كان يحدثه فيضان مثله قبل تاريخه بعشرين سنة أو أكثر؛ إذ كان من المحقق حينذاك أن يعقبه القحط، ولكن بفضل القناطر المنشأة على النيل في مواقع مختلفة أمكن رفع منسوب المياه الجارية في الترع، وبذا مدت الأراضي المقتضي ريها بكميات الماء المعتادة مهما بلغت شدة انخفاض الفيضان.
غير أنه يوجد في الوجه القبلي منطقة واحدة لا تصل المياه إلى ترعها الكبرى بهذه الكيفية، وهذه لحقتها خسارة في سنة 1913، ولو كانت الأعمال المنوي إنشاؤها في السودان موجودة حينذاك لكانت الخسارة أعظم، ولكن كل خطر على مزروعات هذه المنطقة في الشتاء والخريف في المستقبل يزول بإنشاء قنطرة أخرى عند نجع حمادي وتحديد الترع الآن الآخذة من أمام قناطر إسنا، وفي الوقت ذاته يتيسر بهذه الوسيلة تحويل المنطقة المنتفعة بهذا المشروع إلى نظام الري الصيفي، وبذلك يكون في المستقبل لعودة ظروف سنة 1913 ضرر في مناطق الحياض إبان الفيضان حتى إذا كانت جميع الأعمال المقترحة الآن تسحب ماء من الفيضان في السودان ولا يراد فصلي الصيف والربيع علاقة كبيرة بما يسبقه من مياه الفيضان، ولم يشذ فيضان سنة 1913 عن هذه القاعدة فقد أعقبه ربيع كان انخفاض الماء فيه بالغا غايته، ونجم عن هذا كما قيل شيء من النقص في محصول القطن المعتاد، ولا ريب أن النقص الناتج في تلك السنة لا يمكن أن يعزى كله إلى قلة الماء وحدها، بل هناك عوامل أخرى كعامل الآفات أعاقت إنتاج المحصول المعتاد، ويصح أن تعزى الخسارة كلها إلى هذا العامل غير أن زراعة الأرز في مساحة ال 200 ألف فدان المعتادة كادت تنعدم كلية؛ إذ لم يزرع الأرز إلا في 25 ألف فدان.
وإذن لو فرض بقاء المساحة المنزرعة كما هي عليه الآن وجب التدبر للمستقبل فيما إذا وقعت سنة كسنة 1913 بزيادة كمية الماء اللازمة لري القطن بمقدار 10٪ لأجل إمداد 180000 فدان بالماء الكافي لزراعة الأرز فيها.
وللوصول إلى هذه النتيجة يكفي خزن ما لا يزيد عن 2000 مليون متر مكعب من الماء، ولكن بسبب توسيع مساحات الزراعة وتحويل نظام الري ستدعو الحاجة إلى كميات أخرى من الماء لسد مطالب المستقبل في فصل الصيف كما هو مبين في الجدول
3 ، وسيبحث الآن في الأعمال اللازمة لهذا الغرض:
الأعمال اللازمة لسد الحاجة إلى المياه
الآن وقد عرفنا مطالب كل عقد من السنين، ومقدار الماء الذي أمكن الحصول عليه في السنين التي بلغ انخفاض النيل فيها أشده صار من الممكن أن نرسم برنامج الأعمال اللازمة لضبط النهر بحيث يسهل في جميع الأوقات تدبير الماء الكافي للري، ولكن أثناء البحث في أعمال الموازنة على النهر لصالح الإيراد الصيفي ينبغي أن لا نتناسى الضرورة القصوى ضرورة إنقاذ القطر المصري من غوائل الفيضان العالي، ولما لم يكن لمصر من وسائل الوقاية سوى الجسور ما كان لها مناص من الاعتماد عليها، ولكن هذه الجسور طالما خانتها في الماضي، ومع ما بذل من عظيم الجهود في سبيل تقويتها في السنوات الأخيرة فإنها ليست مأمونة، وإذا أمكن تخفيف وطأة الفيضانات العالية بواسطة الموازنة كان هذا أدعى إلى الاطمئنان، وإذا كان عمل واحد كفيلا بالقيام بجميع هذه الحاجات وجب بداهة الشروع فيه حالا، ولكنه لسوء الحظ ليس مثل هذا الحل البسيط متيسرا، ومن جهة أخرى فهناك أعمال يجب إنشاء كل منها في حينه لضمان أحكام ضبط النهر، وبعد البحث الدقيق في كثير من المشاريع ومختلف الوجوه من حيث ترتيب تواريخ البدء فيما إذا اختير منها اقترحت الأعمال الآتية على ترتيب سردها: (1)
خزان على النيل الأبيض، وسد بالبناء عند جبل الأوليا؛ لزيادة إيراد مصر الصيفي، وليكون بمثابة وسيلة مؤدية إلى درء غوائل الفيضانات العالية. (2)
خزان صغير على النيل الأزرق يسد عند سنار لري سهل الجزيرة. (3)
قناطر عند نجع حمادي لوقاية المزروعات النيلية في ذلك الجزء من الوجه القبلي الذي لم يحول بعد إلى الري الصيفي، ولإمداه بالمياه الصيفية عندما يتم تحويله. (4)
Page inconnue