Les Voies de la Guidance et de la Rectitude

Ibn Yusuf Shami d. 942 AH
109

Les Voies de la Guidance et de la Rectitude

سبل الهدى والرشاد

Chercheur

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض

Maison d'édition

دار الكتب العلمية بيروت

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م

Lieu d'édition

لبنان

الأعلى، فقبض قبضة رسول الله ﷺ من موضع قبره الشريف، وهي بيضاء نيّرة، فعجنت بماء التّسنيم في معين أنهار الجنة، حتى صارت كالدّرة البيضاء لها شعاع عظيم، ثم طافت بها الملائكة حول العرش والكرسي والسموات والأرض، فعرفت الملائكة محمدا ﷺ قبل أن تعرف آدم أبا البشر، ثم كان نور محمد ﷺ يرى في غرّة جبهة آدم، وقيل له: يا آدم هذا سيّد ولدك من المرسلين. فلما حملت حوّاء بشيث انتقل النور عن آدم إلى حوّاء، وكانت تلد في كل بطن ولدين إلا شيثًا فإنها ولدته وحده كرامة لمحمد ﷺ، ثم لم يزل النور ينتقل من طاهر إلى طاهر إلى أن ولد ﷺ. وفي كتاب الأحكام للحافظ الناقد أبي الحسن بن القطّان [(١)]: روى علي بن الحسين [(٢)]، عن أبيه عن جده مرفوعًا: «كنت نورًا بين يدي ربي ﷿ قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام [(٣)]» . وروى الحافظ محمد بن عمر العدني [(٤)] شيخ مسلم [(٥)] في مسنده عن ابن عباس [(٦)] ﵄ أن قريشًا- أي المسعدة بالإسلام- كانت نورًا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بألفي عام يسبّح ذلك النور وتسبّح الملائكة بتسبيحه. قال ابن القطّان: فيجتمع من هذا مع ما في حديث عليّ: أن النور النبوي جسّم بعد

[(١)] هو علي بن محمد بن عبد الملك الكتامي الحميري الفاسي، أبو الحسن بن القطان، من حفاظ الحديث ونقدته، قال ابن القاضي: رأس طلبة العلم بمراكش من مصنفاته «بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام» وغيره توفي سنة ٦٢٨ هـ، انظر الأعلام ٤/ ٣٣١. [(٢)] علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو الحسين زين العابدين المدني، عن جده مرسلا، وعن أبيه وعائشة وصفية بنت حيي وأبي هريرة وابن عباس وطائفة. وعنه بنوه محمد وعمر وعبد الله وزيد والزهري والحكم بن عتيبة. قال الزهري: ما رأيت قرشيا أفضل منه، وما رأيت أفقه منه قال أبو نعيم: مات سنة اثنتين وتسعين، وقيل غير ذلك، انظر الخلاصة ٢/ ٢٤٥- ٢٤٦. [(٣)] ذكره العجلوني في كشف الخفا ١/ ٣١٢ وعزاه لابن القطان في الأحكام ثم قال نقلا عن الشبراملسي: ليس المراد بقوله من نوره ظاهره من أن الله تعالى له نور قائم بذاته لاستحالته عليه تعالى، لأن النور لا يقوم إلا بالأجسام بل المراد خلق من نور مخلوق له قبل نور محمد وأضافه اليه تعالى لكونه تولّى خلقه، ثم قال ويحتمل أن الإضافة بيانية، أي خلقه نور نبيه منها، بل بمعنى أنه تعالى تعلقت إرادته بإيجاد نور بلا توسط شيء في وجوده، قال هذا أول الأجوبة نظير ما ذكره البيضاوي في قوله تعالى ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ حيث قال إضافة إلى نفسه تشريفا وإشعارا بأنه خلق عجيب وأن له مناسبة إلى حضرة الربوبية انتهى ملخصا. [(٤)] محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني أبو عبد الله الحافظ نزيل مكة. وثقه ابن حبان وقال أبو حاتم: صدوق حدّث بحديث موضوع. عن ابن عيينة. قال البخاري: مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين، انظر الخلاصة ٢/ ٤٦٨. [(٥)] مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، ثقة حافظ إمام مصنف، عالم الفقه مات سنة إحدى وستين، وله سبع وخمسون سنة، انظر التقريب ٢/ ٢٤٥. [(٦)] عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، ابن عم رسول الله ﷺ ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، ودعا له رسول الله ﷺ بالفهم في القرآن، فكان يسمى البحر، والحبر، لسعة علمه، مات سنة ثمان وستين بالطائف، انظر التقريب ١/ ٤٢٥.

1 / 69