103

Études sur la singularité de la communauté islamique et la position des orientalistes à ce sujet

دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه

Maison d'édition

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

Lieu d'édition

قطر

Genres

المنسوبة إلى هذا الدين أمة واحدة كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: ٩٢]. ب- المعنى الخاص: وهو الدين الذي جاء به محمد ﷺ عقيدة وشريعة أخلاقًا وهديًا، وينبثق هذا الدين من كتاب اللَّه ومن سنة رسوله ﷺ القوليَّة والفعلية والتقريرية، والأمة الملتزمة بهذا الهدي والمطبقة لتعاليمه والمتبعة للرسول ﷺ هي الأمة الإسلامية تشترك مع أمة الرسل في معنى الإسلام العام، وتختص بمسمى الإسلامية أو المسلمة؛ ولذلك أسباب أهمها: ١ - كونها دعوة أبي الأنبياء إبراهيم ﵇: ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ﴾ [البقرة: ١٢٨] هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى كونه سماها مسلمة: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ﴾ [الحج: ٧٨]. وقد قال بعض المفسرين: (ألهم اللَّه إبراهيم اسم الإسلام ثم ادخره بعده للدين المحمدي، فنسي هذا الاسم بعد إبراهيم ولم يلقب به دين آخر؛ لأنَّ اللَّه أراد أن يكون الدين المحمدي إتمامًا للحنيفية دين إبراهيم) (١). وعلي الرغم من وجاهة هذا التبرير إلا أنه ينبغي عدم إطلاق المحمدية على الإسلام أو المحمديين على المسلمين، وإنما يقال: المسلمون أو الأمة الإسلامية التزامًا بما ميَّزهم اللَّه به من مسمى؛ ولأن في ذلك متابعة للمستشرقين الذين يحرصون على إطلاق مسمى (المحمدية) و(المحمديون) على الإسلام والمسلمين، ولهم مقاصد معينة سيأتي الحديث عنها في موضع آخر (٢).

(١) الطاهر بن عاشور: التحرير والتنوير: (١/ ٧٢٠)، طبعة الدار التونسية، (بدون تاريخ). (٢) انظر: أكرم ضياء العمري: الرسالة والرسول: ص: (٣٨)، (مرجع سابق).

1 / 104