Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Maison d'édition
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Genres
وهناك آخر أحمد المعشوق المتوفى ٧٧٣هـ ذكروا عنه أنه كان تاركًا للصلاة فسأله الناس عن السبب فأجاب قائلًا:
" إني امرأة حائضة، لا تجب الصلاة عليّ " (١).
وكذلك ذكر العطار عن ذي النون المصري أنه قال له أحد مريديه: حججت أربعين حجة وقمت الليل أربعين سنة ولكني ما حظيت بمحادثة الله تعالى ومكاشفاته، فقال له ذو النون: كل شبعًا ولاتصلّ العشاء.
ثم يعلق عليه العطار: لو سأل سائل ما الحكمة في الأمر بترك الصلاة؟ فالجواب أن الطريق أحيانًا تخالف ظاهر الشريعة كقتل الخضر الولد بدون سبب ظاهري، فإذن لا إنكار في الطريقة على مثل هذه الأمور " (٢).
وحكى عنه العطار أيضًا أنه كان تاركًا للصلاة وكان يقول: " أن الله رفع عني فريضة الصلاة " (٣).
وهناك صوفي كان يبغض المؤذن للصلاة، فيقول الشعراني:
" كان سيدي إبراهيم بن عصيفير ﵁ يتشوّش من قول المؤذن: " الله أكبر " فيرجمه ويقول: عليك يا كلب، نحن كفرنا يا مسلمين حتى تكّبروا علينا " (٤).
وينقل ابن عجيبة الحسني عن أحد الصوفية أنه كان ينشد:
تذلل له تحظى برؤيا جماله ... ففي وجه من تهوى الفرائض والنفل (٥).
وحكي عن الواسطي أنه لما دخل نيسابور سأل أصحاب أبي عثمان: بماذا كان يأمركم شيخكم؟
فقالوا: كان يأمرنا بالتزام الطاعة ورؤية التقصير فيها:
(١) تذكرة أولياء بر صغير للميرزه الدهلوي ج ٣ ص ١٦٥. (٢) تذكرة الأولياء لفريد الدين العطار ص ٧٣ ط باكستان. (٣) أيضًا ص ٨٦. (٤) طبقات الشعراني ج ٢ ص ١٤١. (٥) إيقاظ الهمم لابن عجيبة الحسني ص ٥٠٧.
1 / 104