83

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

Maison d'édition

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genres

بالخروج من ملكه وأخرجته معي في سفر، فكنت أطعمه الحلال من موضع أعرفه وأرضاه، قال: فلما صحبني مدة كنت أحتاج أن أضربه بالدرة حتى يقوم فيؤدي الفرض " (١). وأما الملبس فنقل عنهم أنهم كانوا لا يراعون فيه الشرع، فأحيانًا كانوا يتجردون منه ولا يلبسون شيئًا ولا يراعون ما أوجبه الشرع من الستر، وقد ذكرنا عديدًا من الروايات في هذا الكتاب والكتاب الآخر، وأحيانًا كانوا يلبسون لباس الشهرة الممنوع عنه في السنة، وأحيانًا كانوا يستحلون الحرير كما ذكر الشعراني وأصحاب الطبقات متصوفة مشهورين وصوفية معروفين ما كانوا يلبسون إلا الحرير، فمنهم: " الشيخ أحمد المشهور بحب رمانتي، كان ﵁ لا يلبس إلا الحرير ... وكانت له كرامات كثيرة " (٢). ومنهم عون بن عبد الله بن عتبة فرووا عنه أنه كان يلبس الخز (٣). وحثّ أبو العباس أحمد بن علي البوني المتوفى ٦٢٢هـ على التختم بالذهب حيث قال: " ومن الأسرار العجيبة أن يوضع أسمه تعالى العلي العظيم في خاتم من ذهب، من تختم به كان مهابا عند الناس معظّمًا مكّرمًا عالي القدر مرفوع الذكر، ولا يزال كذلك طول حياته، وإذا بعث يوم القيامة أمن تزلزل قدمه على الصراط، وثقلت موازينه بالحسنات " (٤). مع التحريم الوارد فيه عن النبي ﷺ: حيث قال: (أحل الذهب والحرير للإناث من أمتي، حرّم على ذكورها) (٥). وروى عن عليّ ﵁ قال: " إن النبي ﷺ أخذ حريرًا فجعله في

(١) كتاب اللمع للطوسي ص ٢١٩. (٢) الطبقات الشعراني ج ٢ ص ١٣٤. (٣) الطبقات الكبرى للشعراني ج ١ ص ٤١. (٤) منبع أصول الحكمة للبوني ص ٤٦ ط مصطفى البابي الحلبي مصر. (٥) رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

1 / 90