161

Études sur les religions juive et chrétienne

دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية

Enquêteur

-

Maison d'édition

مكتبة أضواء السلف،الرياض

Numéro d'édition

الرابعة

Année de publication

١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

لإسكندروس، واللذان كان لهما أكبر الأثر في تحريف دين المسيح ﵇ بترسيخ عقيدة ألوهية المسيح في مجمع نيقيه الذي دعا إليه الإمبراطور قسطنطين سنة ٣٢٥م ونبذ دعوة التوحيد التي كان يتزعمها آريوس الليبي١.
وكانت هذه المواجهات بين المختلفين من دعاة النصارى وأساقفتهم تنتهي في الغالب بالدعوة إلى مجمع من المجامع، الذي يعلن في نهايته بحرمان من قصد حرمانه وطرده من الشركة النصرانية٢ وفي الغالب لا ينصاع المطرود والمحروم لتلك القرارات، بل يستمر في نشر تعاليمه٣.
ومن المعلوم أن النصارى في تلك الفترة لم تكن لهم دولة، ولم يقم لهم تجمع متكامل بحيث يمكن أن يقال عنهم أنهم أمة مجتمعه، بل كانوا أول الأمر يعيشون بين بني جنسهم اليهود ثم بين الوثنيين، وهذا جعلهم في حالة من البلاء والعذاب شديدة، فحين كانوا بين بني جنسهم اليهود كانوا يُضْطَهدون لأن اليهود اعتبروهم خارجين عن شريعتهم، وفي نفس الوقت يضطهد الجميع الرومان الوثنيون الذين كانوا لا يعرفون فرقًا بين اليهودي والنصراني، لهذا فقد كان لثورات اليهود على الرومان أسوأ الأثر على النصارى، وبعد القضاء على اليهود وطرد من بقي منهم خارج فلسطين واجه النصارى الذين كانوا بين الوثنيين إضطهادًا شبه متواصل من قبل حكام الرومان الوثنيين٤ استمر قرابة ثلاثة قرون، إلى أن تولى الإمبراطور قسطنطين عرش

١ تاريخ الفكر المسيحي (١/٦٤٢) تاريخ المسيحية (١/١٥٢) .
٢ مقصدهم بذلك الحكم بانحرافه عن الدين والحكم عليه بالكفر وإخراجه من الجماعة.
٣ انظر تاريخ الفكر المسيحي (١/٤٨٠) في موقف الكنيسة من المارسيونيه، وفي (١/٦٠٦-٦٠٨) في الموقف من بولس السميساطي، وفي (١/٦٣٢) في موقف الكنيسة من الآريوسيه.
٤ انظر فصل عوامل تحريف رسالة المسيح ص٣٠٦.

1 / 187