280

Struggle with Atheists to the Core

صراع مع الملاحدة حتى العظم

Maison d'édition

دار القلم

Numéro d'édition

الخامسة

Année de publication

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Lieu d'édition

دمشق

Genres

مجال الدراسات العلمية الإنسانية البحتة. إن العلماء قد استنبطوا من الظواهر المادية كثيرًا من القوانين، منها مثلًا قانون الجاذبية، مع أن أية وسيلة علمية لا تستطيع أن تحدد كنه هذه الطاقة التي تظهر آثارها، ولا يستطيع العقل أيضًا أن يتصور صورة مادية لها، ولا أحد يقول مع ذلك: إنها مناقضة للمنطق ومتنافية مع العقل. وبعد هذه المقدمة التي افتراها على الإسلام والمسلمين، قال في متابعة كلامه: "يقول أصحاب هذا المذهب: إن العقل الإنساني قاصر عن أن يعرف طبيعة الإله، وعن أن يحيط به ولو إحاطة جزئية. إنه عاجز عن تصوره وعن التعبير عن طبيعته، وعّر البعض عن هذا الرأي بقولهم عن الله: (كل ما يخطر في بالك فهو خلاف ذلك) . وقبل أن نتابع بقية كلامه نقول: هذا كلام لا علاقة له بالمقدمة التي افتراها، فكون العقل الإنساني قاصرًا عن تصور ذات الخالق جلَّ وعلا، وعاجزًا عن معرفة كنه هذه الذات، لا يعني بحال من الأحوال أن ذاته سبحانه مناقضة للمنطق ومتنافية مع العقل. جُلُّ ما في الأمر إثبات العجز للجهاز المدرك، علمًا بأن العقل عاجز عن إدراك أو تصور كثير من الحقائق العلمية الثابتة في الكون المادي المدروس، حتى إن العقل لم يستطع إلى يوم الناس هذا أن يدرك كنه ذات نفسه، فهل جهله بذات نفسه ينفي وجوده، باعتبار أن هذا الجهل مناقض للمنطق ومتنافٍ مع العقل بحسب دعوى (د. العظم)؟

1 / 298