259

Struggle with Atheists to the Core

صراع مع الملاحدة حتى العظم

Maison d'édition

دار القلم

Numéro d'édition

الخامسة

Année de publication

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Lieu d'édition

دمشق

Genres

(٩) يقول الناقد (د. العظم) في الصفحة (٣٦) من كتابه ما يلي: "يشدِّد القائلون بالتوافق التام بين الإسلام والعلم على أن الإسلام دين خال من الخرافات والأساطير؛ باعتبار أنه هو والعلم واحد في النهاية. لنمحص هذا الادعاء التوفيقي بشيء من الدقة بإحالته إلى مسألة محددة تمامًا. جاء في القرآن مثلًا: أن الله خلق آدم منطين، ثم أمر الملائكة بالسجود له فسجدوا إلا إبليس؛ مما دعا الله إلى طرده من الجنة. هل تشكله هذه القصة أسطورة أم لا؟ نريد جوابًا محددًا وحاسمًا من الموفقين وليس خطابة. هل يفترض في المسلم أن يعتقد في النصف الثاني من القرن العشرين بأن مثل هذه الحادثة وقعت فعلًا في تاريخ الكون؟ إن كانت هذه القصة القرآنية صادقة صدقًا تمامًا وتنطبق على واقع الكون وتاريخه فلا بد من القول: إنها تتناقض تناقضًا صريحًا مع كل معارفنا العلمية، ولا مهرب عندئذٍ من الاستنتاج بأن العلم الحديث على ضلال في هذه القضية، وإن لم تنطبق القصة القرآنية على الواقع فماذا تكون إذن (في نظر الموفقين) إن لم تكن أسطورة جميلة؟ ". يا عجبًا كل العجب، وهل كل معارفه العلمية منحصرة في الفرضية الداروينية، المناقضة للحقيقة الدينية التي قص الله علينا قصتها وفق علمه، حتى يقول: لا بد من القول: بأنها تتناقض تناقضًا صريحًا مع كل معارفنا العلمية؟ لكننا نقول له: إن الحق ما قصهُ الله علينا في كتابه، ولو تناقض مع الفرضية الداروينية، وليس هذا تناقضًا بين الدين والعلم وإنما هو تناقض بين الحق الديني وبين ما نسب إلى العلم، وهذا لا يؤثر في جوهر الموضوع. فالداروينية ليست حقيقة علمية بشهادة العلماء أنفسهم، لأنها لا تملك أدلة إثبات يقينية فيما يتعلق بتاريخ الإنسان ونشأته الأولى، ولأن العلم لا يملك أدلة تنفي وجود الجن والملائكة. وباستطاعتنا أن نعكس السؤال عليه فنقول له: هل باستطاعة العلم المادي الحديث أن يقدم لنا أدلة يقينية قاطعة تثبت ما يدعيه حول نشأة الإنسان الأولى

1 / 277