Déclaration de la croyance des Ahl al-Sunnah wa’l-Jama‘ah et l'obligation de la suivre à la lumière du Coran et de la Sunna

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
32

Déclaration de la croyance des Ahl al-Sunnah wa’l-Jama‘ah et l'obligation de la suivre à la lumière du Coran et de la Sunna

بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ولزوم اتباعها في ضوء الكتاب والسنة

Maison d'édition

مطبعة سفير

Lieu d'édition

الرياض

Genres

فقالوا: الإيمان قول وعمل: قول القلب واللِّسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فقول القلب تصديقه وإيقانه، وقول اللسان النطق بالشهادتين والإقرار بلوزامها، وعمل القلب: النِّيّة، والإخلاص، والمحبة، والانقياد، والإقبال على الله ﷿، والتوكل عليه، ولوازم ذلك وتوابعه، وكل ما هو من أعمال القلوب، وعمل اللسان، ما لا يُؤدَّى إلا به: كتلاوة القرآن، وسائر الأذكار، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله ﷿، وغير ذلك، وعمل الجوارح: القيام بالمأمورات، واجتناب المنهيات، ومن ذلك الركوع والسجود وغير ذلك. فمرتكب الكبيرة عند أهل السنة مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، فلا ينفون عنه الإيمان أصلًا كالخوارج والمعتزلة، ولا يقولون: بأنه كامل الإيمان كالمرجئة والجهمية، أما حُكْمُهُ في الآخرة فهو تحت مشيئة الله ﷿ إن شاء أدخله الجنة من أول وهلةٍ رحمةً منه وفضلًا وإن شاء عذبه بقدر معصيته عدلًا منه سبحانه ثم يخرجه بعد التطهير ويدخله الجنة. هذا إن لم يأتِ بناقض من نواقض الإسلام (١). خامسًا: أهل السُّنّة وسط في أصحاب رسول الله ﷺ بين الروافض والخوارج: الرافضة غلوا في علي ﵁ وأهل البيت، ونصبوا العداوة لجمهور الصحابة كالثلاثة، وكفَّروهم ومن والاهم، وكفَّروا من قاتل

(١) انظر: شرح العقيدة الواسطية، للهراس، ص١٣١، والكواشف الجلية عن معاني الواسطية، ص٥٠٢، وشرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، بقلم الكاتب، ص٥٣ - ٥٦.

1 / 33