وهكذا أصبح خروشيشيف دكتاتورا يخلف ستالين، ولكن يبدو أن الدكتاتورية في هذه المرة دكتاتورية تحت رقابة الجيش الأحمر ووصايته، وقد فرض الجيش أول شرط له بترقية الماريشال زوكوف أعظم قواد روسيا إلى عضوية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي.
ويلاحظ أن ستالين كان قد نجح في تحقيق سلطاته الدكتاتورية عن طريق إنشاء البوليس السري وتدعيمه،
25
وكان البوليس السري بمثابة جيش خاص يستعمله ستالين في التجسس على الجيش الوطني نفسه، وعلى كل سلطة أخرى في البلاد.
وما كاد ستالين يختفي عن الميدان في 1953 حتى أعلن الجيش تأييده لمالنكوف، وكان من أول الشروط التي اشترطها الجيش ثمنا لهذا التأييد هو القضاء على البوليس السري الذي كان يرأسه لابرنتي «بيريا» الرجل الذي كان اسمه يثير الذعر في روسيا.
كما طلب الجيش إعادة الماريشال زوكوف إلى موسكو وإسناد منصب حكومي له.
ونفذت شروط الجيش، واعتقل بيريا، بل ونفذ فيه حكم الإعدام، ووقف خروشيشيف يتهم بيريا في خطابه المشهور الذي استنكر فيه سياسة ستالين وأساليبه ويقول:
لقد لعب بيريا عدو حزبنا اللدود، وعميل المخابرات الأجنبية الذي استحوذ على ثقة ستالين دورا سافلا دنيئا في تلفيق مختلف القضايا القذرة الشائنة. فما هي الطريقة التي كان هذا الرجل يستطيع بواسطتها أن يفوز بمنصب في الحزب والدولة حتى أصبح النائب الأول لرئيس مجلس وزراء الاتحاد السوفييتي وعضوا باللجنة المركزية للمكتب السياسي؟ لقد تأيد الآن أن هذا الأفاق ارتقى السلم الحكومي على أشلاء عدد لا يحصى من الضحايا.
بل لقد اتهمه خروشيشيف علاوة على هذا بأنه كان عدوا للحزب. •••
وبينما كان الناس في العالم كله يرقبون تطورات الموقف في روسيا فوجئوا في النصف الثاني من شهر أكتوبر من عام 1957
Page inconnue