195

Discours et leçons de Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

Genres

ربما خطر ببالك أن الناس أعداء ما جهلوا، فاسمع هذا ممن خبر الكلام، ثم قلاه بعد حقيقة الخبرة، وبعد التغلغل فيه إلى منتهى درجة المتكلمين، وجاوز ذلك إلى التعمق في علوم أخر تناسب نوع علم الكلام وتحقق أن الطريق إلى المعرفة من هذا الوجه مسدود (١) .

(١) انظر إحياء علوم الدين: (١/١٠٣) لكن مع هذا لم يستطع الغزالي التخلص من تلك البليات كما قال أبو بكر بن العربي: شيخنا أبو حامد الغزالي دخل في بطون الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر انظر درء تعارض العقل والنقل: (١/٥) وقد ألف الغزالي كتابه الإحياء بعد مفارقته الفلسفة ورده على الفلاسفة، ومع ذلك فلا زال في الإحياء شوائب قال الشيخ ابن تيمية – رحمه الله تعالى – كما في مجموع الفتاوى: (١٠/٥٥١): والإحياء فيه فوائد كثيرة لكن فيه مواد مذمومة، فإن فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدوًا للمسلمين فألبسه ثياب المسلمين، وقد أنكر أئمة الدين على أبي حامد هذا في كتبه، وقالوا: مرَّضه الشِّفاءُ يعني: شفاء ابن سينا وفيه: أحاديث وآثار ضعيفة، بل موضوعة كثيرة، وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وترهاتهم وقد أطال الإمام ابن الجوزي في تلبيس إبليس في نقد كتاب الإحياء فانظره لزامًا. وقد حكم في: (١٦٦) على كلام الغزالي بأنه من جنس كلام الباطنية، وقال في: (٢٨٨) معقبًا على تفنيد كلامه: نعوذ بالله من هذه الوساوس، والخيالات الفاسدة وانظر ذم علماء المسلمين والفلاسفة له، لكونه مزج بينهما في النبوات: (٨١)

1 / 195