Livre de la politique ou la marche des rois
سياست نامه أو سير الملوك
Chercheur
يوسف حسين بكار
Maison d'édition
دار الثقافة - قطر
Numéro d'édition
الثانية، 1407
به إلى منزل صديقه وبعد أن أكلوا ما تيسر لهم دخل المنهي إحدى الغرف فشرح حال الرجل في رسالة وأعطاها احد القرويين وقال له إذهب إلى قصر عضد الدولة واطلب الخادم فلانا وسلمه الرسالة وقل له انها من فلان يجب أن توصلها حالا وتأتي بالجواب ومضى الرسول وأعطى الرسالة الخادم فأوصلها إلى عضد الدولة حالا فلما قرأها عضد الدولة عض على إصبعه وأرسل شخصا قي الحال وقال أريد أن تحضر إلي الرجل عند صلاة العشاء فقال المنهي للشاب هيا بنا إلى المدينة فإن عضد الدولة بعث في طلبنا نحن الاثنين وهذا الرسول رسوله فقال خير قال المنهي لا شيء سوى الخير ربما تناهى إلى سمعه كل ما كنت تقول لي في الطريق إنني لامل أن تصل الان إلى حقك فتستريح مما أنت فيه من شقاء فنهض ومضى بالرجل إلى عضد الدولة
وأخلى عضد الدولة المكان وسأل الشاب عن أمره من جديد فقص عليه القصة كما كانت من أولها إلى اخرها فتأثر عضد الدولة لحاله وقال ان هذا الأمر منوط بنا الان لا بك فالقاضي عاملي ومعالجة الأمر من واجبي فالله عز وجل وهبني الملك لأحفظ الحدود وأحميها ولا أدع شخصا يلحق ضيما أو ضررا باخر بله القاضي الذي وليته أمور المسلمين ووكلت إليه دماءهم وأموالهم وفرضت له أجرا شهريا كيما يسير أمور الناس بالحق ويحكم بالشرع لا يميل ولا يحابى ولا يرتشى أيقع هذا في عاصمة ملكي من رجل عالم فتأمل إذن ما يرتكبه العمال والحكام الشبان والمتهورون من خيانات في النواحي الأخرى لقد كان هذا القاضي في بداية أمره فقيرا وذا عيال وان ما فرضت له من أجر شهري لم يكن أكثر مما يكفيه كفاف عيشه لكنه يملك اليوم في بغداد ونواحيها عددا من الضياع والعقارات والحدائق والبساتين والمستغلات والقصور أما الة منزله وأدوات زينته وتجمله فلا حد لها فمن المؤكد انه لم يكن في وسعه أن يمتلك كل هذا من أجره الشهري ذاك بل أقامها بأموال المسلمين ثم التفت نحو الرجل وقال لن أستمرأ الطعام وألتذ النوم قبل أن أرد إليك حقك إذهب وخذ نفقاتك من خزينتنا ثم اترك هذه المدينة إلى أصفهان وأقم بها عند فلان وسنكتب إليه ليكرم وفادتك إلى ان نطلبك منه فأعطاه مائتي دينار ذهبا وخمسة أثواب ثم أنفذ إلى أصفهان في تلك الليلة
أما عضد الدولة فقضى ليلته كلها يفكر في الحيلة التي يسترد بها المال من القاضي قال في نفسه ان أقبض على القاضي عنوة وأعذبه فلن يعترف او يقر أو يلبس نفسه تهمة الخيانة باية حال من الأحوال فيذهب المال سدى وتلوكني ألسنة الناس الذين لن
Page 114