Livre de la politique ou la marche des rois
سياست نامه أو سير الملوك
Chercheur
يوسف حسين بكار
Maison d'édition
دار الثقافة - قطر
Numéro d'édition
الثانية، 1407
Vos recherches récentes apparaîtront ici
Livre de la politique ou la marche des rois
Nizam al-Mulk d. 1450 AHChercheur
يوسف حسين بكار
Maison d'édition
دار الثقافة - قطر
Numéro d'édition
الثانية، 1407
يجب بث العيون في كل الأطراف دائما في زي تجار وسياح ومتصوفة وبائعي أدوية ودراويش لنقل كل ما يسمعون من أخبار حتى لا يظل ثمة شيء خافيا وحتى يمكن تلافي أي طارىء جديد في حينه فما أكثر ما كان الولاة والمستقطعون والعمال والأمراء يضمرون للملك خلافا وعصيانا ويتربصون به الدوائر سرا لكن الجواسيس كانوا يكتشفون ذلك ويخبرون الملك به فيركب من وقته وينقض عليهم بغتة فيحيق بهم ويحبط ماربهم ومقاصدهم وكانوا إذا ما عرفوا بان ملكا ما أو جيشا أجنبيا ينوي الهجوم على المملكة يخبرون الملك فيأخذ للأمر أهبته ويدفعه وكانوا ينهون أخبار الرعية خيرها وشرها فيتعهدها الملوك بدورهم مثلما كان يفعل عضد الدولة
لم يكن من بين ملوك الديالمة من هو أعظم وأكثر يقظة وأبعد نظرا من عضد الدولة إذ كان سياسيا عالي الهمة محبا للإصلاح والعمران كتب إليه احد عيونه يوما ما ان ابتعدت مائتي خطوة عن مدخل المدينة في طريقي إلى المهمة التي بعثت من أجلها فإذا شاب أصفر اللون على وجهه وعنقه اثار جروح يقف على حافة الطريق لما راني حياني فرددت عليه تحيته وسألته لماذا أنت واقف قال أنشد رفيقا أصحبه إلى مدينة فيها ملك عادل وقاض منصف فقلت له أتعي ما تقول أتنشد ملكا أعدل من عضد الدولة وقاضيا أعلم من قاضي مدينتنا قال لو كان الملك عادلا يقظا لكان القاضي أمينا فلقد أدركت غفلة الملك من خيانه القاضي قلت ما بدا لك من غفلة الملك وانحراف القاضي قال إن قصتي طويلة لكنها قصرت برحيلي عن هذه المدينة قلت بإمكانك أن تطلعني عليها طبعا قال هيا بنا نقطع بالحديث طريقنا
Page 111