Livre de la politique ou la marche des rois
سياست نامه أو سير الملوك
Chercheur
يوسف حسين بكار
Maison d'édition
دار الثقافة - قطر
Numéro d'édition
الثانية، 1407
Vos recherches récentes apparaîtront ici
Livre de la politique ou la marche des rois
Nizam al-Mulk d. 1450 AHChercheur
يوسف حسين بكار
Maison d'édition
دار الثقافة - قطر
Numéro d'édition
الثانية، 1407
والصين الأقصى واليمن والحبشة وبلاد البربر وأرض النوبة ولكانت لك ثمة أشياء في المغرب والشام والشامات والأندلس إلى القيروان ولحطت لك الروم عصا الطاعة ان عدد ولايات كل ملك رهن بعدد جيشه تكثر بكثرته وتقل بقلته وكلما قل عدد الجيش تناقص عدد الولايات وبالعكس
انه لا يخفى على الرأي السامي أنه حين يحتفظ بسبعين ألف رجل من أربعمائة ألف وتنسخ أسماء الاخرين من الديوان ان هذا العدد الأخير على كل حال أكثر من العدد الأول ان الثلاثمائة والثلاثين ألف رجل وكلهم حملة سيوف إذا ما فقدوا الأمل في هذه الدولة فإما أن يفزعوا إلى أمير أو ملك اخر وإما ان ينتخبوا رئيسا لهم فيجروا على الدولة من الويلات والمتاعب ما يستنزف كل ما تجمع في خزائنها لسنوات عدة دونما اطمئنان إلى عواقب الأمور الممالك لا تصان إلا بالرجال والرجال لا يحفظهم إلا المال أما من يقول للملك صن الذهب وسرح الرجال فليس هو في الحقيقة إلا عدو الملك لا يبغي سوى دمار الملك وفساده فالأموال لم تجمعها غير أيدي الرجال ينبغي ألا يصغى إلى كلام ذلك الرجل أو يلتفت إليه
إن العاطلين والمحرومين من العمال في مزاجهم سواء فإذا ما كانت لبعضهم مناصب كبيرة في الدولة التي أدوا فيها أعمالا هامة فعرفوا بها واشتهروا وأصبح لهم على الدولة حق الخدمة فليس صحيحا أن تتجاهل حقوقهم وأن يظلوا محرومين متروكين دون أن ينالوا نصيبهم أو يسند إليهم أي عمل وليس هذا من المروءة والمصلحة في شيء بل الواجب أن يولوا اعمالا أو يمنحوا ما يمكنهم من أن يعيشوا به عيش الكفاف لتقضى لهم بهذا بعض حقوقهم وينالوا نصيبهم في الدولة
وثمة فريق من أهل العلم والفضل والمروءة والشرف ممن لهم في بيت المال نصيب وممن يستحقون الاهتمام وتولي المناصب فلا هم يولون عملا ولا هم واجدون في الدولة اهتماما ونفعا ولا حتى عيشا انهم إذا ما ظلوا محرومين لا نصيب لهم في الدولة ودالت الأيام إلى عهد يصبح كل أعوان الملك فيه من الجهلة والفاسدين الذين لا يطلعونه على أحوال هؤلاء المستحقين ولا يولون العاملين منهم أعمالا ولا يجرون على الشرفاء والعلماء جرايات أو يؤمنون لهم سبل معيشتهم فإنهم يفقدون حينئذ أملهم في الدولة
Page 210