29

La Politique d'Ibn Sina

رسالة ضمن «مجموع في السياسة»

Chercheur

د. فؤاد عبد المنعم أحمد

Maison d'édition

مؤسسة شباب الجامعة

Numéro d'édition

الأولى

Lieu d'édition

الإسكندرية

اخْتِيَار مَا يصلح الْخَادِم فَإِذا فرغ من ذَلِك فَلْينْظر لأي أَمر يصلح الْخَادِم الَّذِي يَتَّخِذهُ وَأي صناعَة ينتحل وَمَا الَّذِي يظْهر رجحانه فِيهِ من الْأَعْمَال فليسنده إِلَيْهِ وليستكفه إِيَّاه وَلَا ينقلن الْخَادِم من عمل إِلَى عمل وَلَا يحولنه من صناعَة إِلَى صناعَة فَإِن ذَلِك من أمتن أَسبَاب الدمار وَأقوى دواعي الْفساد وَمَا يشبه من يفعل ذَلِك إِلَّا بِمن يُكَلف الْخَيل الكراب وَالْبَقر الأحضار لِأَن لكل إِنْسَان بَابا من المعارف وفنا من الصناعات قد سمح لَهُ بِهِ طباعه وإفادته إِيَّاه غريزته فَصَارَ لَدَيْهِ كالسجية الَّتِي لَا حِيلَة فِي تَركهَا والضريبة الَّتِي لَا سَبِيل إِلَى مفارقتها فَمَتَى نقل الْإِنْسَان الْخَادِم مِمَّا قد أحْسنه وأتقنه ومارسه ولابسة وألفة واعتاده إِلَى مَا يختاره لَهُ بِرَأْيهِ وينتخبه لَهُ بإرادته مِمَّا ينافر طباعه ويضاد جوهره أفسد عَلَيْهِ نظام خدمته وجبره فِي طَرِيق مهنته فَعَاد كالريض ثمَّ لَا يفِيدهُ مِمَّا نَقله إِلَيْهِ بَابا إِلَّا بنسيان أَبْوَاب مِمَّا نَقله عَنهُ وَمَتى عَاد بِهِ إِلَى الْأَمر الأول وجده فِيهِ أَسْوَأ حَالا مِنْهُ فِيمَا نَقله إِلَيْهِ الْخَادِم شريك سَيّده فِي النِّعْمَة وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون نَكِير الْإِنْسَان على الْخَادِم إِذا أَرَادَ الْإِنْكَار عَلَيْهِ صرفه عَنهُ فَإِن ذَلِك من دَلَائِل ضيق الصَّدْر وَقلة الصَّبْر وخفة الْحلم وَلِأَنَّهُ إِذا

1 / 109