170

Les Voies des pieux prédécesseurs

سير السلف الصالحين

Chercheur

د. كرم بن حلمي بن فرحات بن أحمد

Maison d'édition

دار الراية للنشر والتوزيع

Lieu d'édition

الرياض

فَصْلٌ
رُوِيَ عَنْ عَمْرِو بْنِ جَاوَانَ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: لِمَ كَانَ اعْتَزَالُ الْأَحْنَفِ؟ قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ: انْطَلَقْنَا حُجَّاجًا فَمَرَرْنَا بِالْمَدِينَةِ فَبَيْنَمَا نَحْنُ فِي مَنْزِلِنَا نَضَعُ رِحَالَنَا إِذْ جَاءَنَا آتٍ، فَقَالَ: قَدْ فُزِعَ النَّاسُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَصَاحِبِي فَإِذَا النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَى نَفَرٍ فِي الْمَسْجِدِ فَتَخَلَّلْتُهُمْ حَتَّى قُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَالزُّبَيْرُ، وَطَلْحَةُ، وَسَعْدٌ، ﵃ وَهُمْ قُعُودٌ، فَلَمْ يَكُنْ بِأَسْرَعِ مِنْ أَنْ جَاءَ عُثْمَانُ ﵁ يَمْشِي إِلَى الْمَسْجِدِ، وَعَلَيْهِ مَلِيَّةٌ صَفْرَاءُ، قَدْ رَفَعَهَا عَلَى رَأْسِهِ، فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: كَمَا أَنْتَ حَتَّى أَنْظُرَ مَا جَاءَ بِهِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُمْ، قَالُوا: هَذَا ابْنُ عَفَّانَ، هَذَا ابْنُ عَفَّانَ، فَقَالَ: أَهَا هُنَا عَلِيٌّ؟ قَالُوا: نَعَمْ.
قَالَ: أَهَا هُنَا طَلْحَةٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ.
قَالَ: أَهَا هُنَا الزُّبَيْرُ؟ قَالُوا: نَعَمْ.
قَالَ: أَهَا هُنَا سَعْدٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ.
قَالَ: نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ يَبْتَاعُ مِرْبَدَ بَنِي فُلَانٍ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ»، فَابْتَعْتُهُ، قَالَ: أَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ بِعِشْرِينَ وَبِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا، فَأَتَيْتُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَقُلْتُ: قَدِ ابْتَعْتُهُ، قَالَ: «اجْعَلْهُ فِي مَسْجِدِنَا وَأَجْرُهُ لَكَ؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «مَنْ يَبْتَاعُ بِئْرَ رَوْمَةَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ»، فَابْتَعْتُهَا بِكَذَا وَكَذَا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقُلْتُ إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ بِئْرَ رَوْمَةَ، قَالَ: «اجْعَلْهَا سِقَايَةً لِلْمُسْلِمِينَ، وَأَجْرُهَا لَكَ؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ

1 / 177