Les épopées et les sagas populaires arabes
السير والملاحم الشعبية العربية
Genres
وعلى هذا استغل الفضل بن الربيع تلك اليد السلطوية الطولى في الفتك بالجناح الأكثر استبصارا بالأخطار المحدقة بالدولة الوليدة، وهم البرامكة ... الحلفاء الطبيعيين لذات الهمة وابنها عبد الوهاب والكيان الفلسطيني - البحري - بعامة.
وفي هذا تشير السيرة راصدة ذلك الصراع الأزلي بين جناحي الدولة أو الخلافة، وكيف كان الفضل بن الربيع حاجب الحجاب؛ يتعصب لعقبة نكاية في جعفر البرمكي؛ لأنه رأى جعفر - كان يحب عبد الوهاب - ابن الأميرة ذات الهمة وبني كليب، «وكان الفضل أبخل أهل الأرض في طولها والعرض.»
12
ورغم الصراعات السياسية القبائلية التي كانت تفت في عضد وجسد الخلافة العباسية والبلاط، والتي كانت تشارك فيها زبيدة زوجة الرشيد المقرية، وجواريها وجواري الرشيد ذاته، وسيافه مسرور، برغم التحلل الضارب في جسد الخلافة؛ واصلت ذات الهمة وابنها عبد الوهاب وسيد البطال - البطل الشعبي بالفعل لهذه السيرة - دفاعها عن مالطية
13
والإشراف بالجيوش العربية على تخوم القسطنطينية، وتهديدها.
وكانت ذات الهمة نهبا لذاك التمزق والمؤامرات التي كانت تحاك ضد البطال وابنها الأمير عبد الوهاب من جانب عقبة والفضل داخل البلاط العباسي.
حتى إذا ما خرج هارون الرشيد ليسترد عمورية ويعرج على مالطة، استقبلته ذات الهمة بخمسة عشر ألف رأس من رءوس قتلى أعدائها الروم عقب إحدى غزواتها، وهي التي وصل بها الأمر من المؤامرات التي كانت تدبر في البلاط بينما هي على جبهة القتال، فكان أن واجهت هارون الرشيد: «أقسم بمن أنشأ الأنام وفرض الحج والصيام، لولا خوفي على ثغور الإسلام من الكفرة اللئام، لرحلت إلى أي موضع كان، ولا أصبر على الذل والهوان.»
14
وجاءت الحملة الخطيرة التالية ضد القسطنطينية عام 782 ميلادية التي قادها هارون الرشيد بنفسه.
Page inconnue