Les épopées et les sagas populaires arabes
السير والملاحم الشعبية العربية
Genres
وهنا يتوقف راوي السيرة مطولا عند ذات الهمة التي لم تكن أبدا تقبل ضيما، بل كانت متعالية محتشمة فصيحة تنطق على الدوام بالشعر والحكمة، وفي عديد من المواقف تتصرف بذكورية أقرب إلى الفروسية التي تفوقت فيها على أعتى الفتيان والأمراء، برغم أنها كانت ما تزال تكدح في كنف أمير يدعى «الحارس»، كراعية نوق لدى قبائل طيء.
وفي بعض المواقع والنصوص تلقب ذات الهمة بالداهية أو بداهية بني طيء؛ ذلك أن أمرها استفحل إلى حد أنها سيطرت بقوة إرادتها على عبيد بني طيء
4
ورعيانها، وتزعمتهم في الكثير من الحروب القبلية التي هدفها حيازة الغنائم والأموال والمواشي، وكانت تصيح في عبيدها وهي تدعوهم ببني حام: «اهجموا بنا يا بني حام،
5
فنزلوا وأضرموا النيران وعقروا من الأغنام».
وما إن قويت شوكتها وتعالى عدوانها وصيتها؛ حتى استقلت عن أبيها وقبيلتها «طيء» وعادت بعبيدها وأموالها إلى حيث قبيلتها الأم في أرض فلسطين، فنهبت أموال وغنائم عمها ظالم، إلى أن واجهته الذلهمة أو ذات الهمة، ونازلته بالحرب وجها لوجه، وهو عمها وأمير قبيلتها.
وبرغم أن والدها مظلوم انضم إلى أخيه ظالم - ظالمه - إلا أنها حاربت أبيها ذاته وأسرته، ملقية به من على جواده إلى التراب وداسته بحوافر حصانها،
6
ثم عادت فنازلت عمها ظالما وهزمته في الميدان، وانتزعت منه قيادته وسطوته.
Page inconnue