Les épopées et les sagas populaires arabes
السير والملاحم الشعبية العربية
Genres
إلى أن يحل الجدب بنجد والحجاز، ولا تجد هذه القبائل البدوية الرعوية مقرا لها سوى الهجرة والترحال بحثا عن الزرع والضرع.
فيستقر الرأي على ضرورة استكشاف المسالك إلى البلدان المتاخمة للجزيرة العربية، وهكذا اندفع فارس التحالف الهلالي، أبو زيد الهلالي، مصطحبا الأمراء الثلاثة أبناء السلطان حسن بن سرحان، مرعي ويونس ويحيى إلى تونس، ليقعوا في أسر حاكمها خليفة الزناتي، فيأمر بسجنهم بينما يطلق سراح ابن زيد ليعود إلى نجد، وبدلا من إحضار فدية الأمراء الأسرى فإنه يجهز الجيش لغزو تونس.
وهكذا يسير أبو زيد على رأس قومه بني زحلان، والسلطان حسن مع بني دريد، ودياب بن غانم على رأس قومه بني زغبة، ويؤتى بالجازية من مكة لتكون في الطليعة. ثم نقرأ قصصا كثيرة حول هذه الجيوش والتقائها بالخفاجي عامر، والملك الغضبان، والخزاعي، وشبيب التبعي والبردويل بن راشد، وأشهرها هي قصة بني هلال مع الماضي حاكم صعيد مصر.
وما كادت تتحرك هذه الجيوش لملاقاة الزناتي خليفة حتى زودها أبو زيد بخططه الحربية الخطيرة، فهو يضلل جواسيس العدو مرة، ويستولي على عيون المياه مرة أخرى ويأتي بحيل لا تقل طرافة عن حيل قواد الحرب الحالية.
وقد أطلق مرة المنادي ينادي العرب: «كل من كان عنده ناقة والدة يبعد ابنها عنها، أو فرس والدة يبعد ابنها عنها، وكل من كان عنده حصان طلوق يجيبه عند فرس شايع ويلحقونا على عين الخطيري، وتخلي العرب كلهم يدقوا طبولهم في نزولهم على العين، فيسمع الزناتي حنين المهارى، وصهيل الخيل، وحس الطبول فينكسر قلبه قبل ما يجيء لنا الحرب ».
كما أنه كثيرا ما استخدم النساء للتسرب إلى داخل البلاد والقيام بأعمال السلب والنهب لإيقاع الذعر بين الأهلين والتمهيد لدخول الجيوش، وكان تنفيذ هذه المهمة يوكل عادة للجازية التي كانت تقوم بها خير قيام، فاسمعها مثلا تتحايل على منصور أحد بوابي تونس وتمنيه وتغريه بمختلف المغريات:
افتح لا تخالف
إنك رجل عارف
وانظر د الوصايف
لرية وسارة
Page inconnue