al-Siyar
السير
Maison d'édition
المطبعة البارونية، القاهرة، 1883
Genres
ما سمع من أبي عبيدة ياحمزة على هذا فارقت غيلان فخرج فكلمه حاجب وكان هيبته من حاجب اعظم من هيبته من أبي عبيدة فقال حمزة انما اخذت هذا القول عن المسلمين فقال له حاجب لم تدرك احد الا وقد ادركته الا جابرا فعن من اخذته فقال عنك فقال حاجب إني ارجع عنه فارجع عنه كما رجعت عنه فقال ارفق بى واقبل ما اقول ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك فالحسنة من الله والسيئة من العباد واقول لايكلف الله نفسا الا وسعها فقال له اما هذه الكلمة فمقبولة من غيرك واما منك فانا اعرف مذهبك فيها اولا فخرج فسيل عنه حاجب فقال ارفقوا بحمزة ثم بلغهم بعد مدة انه مشى إلى النساء والضعفاء فكلمهم قال فامر أبو عبيدة حاجبا فجمع له الناس قال فتكلم المتكلمون ثم تكلم حاجب فحمد الله واثنى عليه وقال إن حمزة وعطية احدثا علينا احداثا فمن آواهم أو انزلهم أو جالسهم فهو عندنا الخائن المتهم فتفرق الناس وطردا من المجلس.
قال أبو سفيان: وهجره أبو عبيدة وامر بهجرانه لقوله بشىء من القدر فقال ياعجبا لابى عبيدة قد امر بهجرانى وهؤلاء الفتيان يقولون أن اراد وشاء واحب ورضى عنهم وهو يدينهم ولا يقول بمثل قولهم فقال أبو عبيدة هؤلاء ارادو اثبات القدر فغلوا فيه وحمزة يريد ازالته وليس مثبته كمزيله وقيل لابى عبيدة هل يستطيع الكافر الايمان فقال من يستطيع أن ياتى بحزمة حطب من حل إلى حرم يستطيع أن يصلى ركعتين ولا اقول يستطيع ذلك الا بتوفيق من الله وسأله
Page 85