al-Siyar
السير
Maison d'édition
المطبعة البارونية، القاهرة، 1883
Genres
قال أبو سفيان: كان جابر خاصا بيزيد بن أبي مسلم كاتب الحجاج فوفد عليه مرة فادخله على الحجاج فقال اتقرا قال نعم قال اتفرض قال نعم فعجب به قال لا ينبغى أن نؤثر بك احدا نجعلك قاضيا للمسلمين قال جابر أنا اضعف عن ذلك قال وما بلغ ضعفك قال يقع بين المراة وخادمها شر فما احسن أن اصلح بينهما قال إن هذا لهو الضعف قال فهل لك من حاجة قال نعم قال وما هى قال تعطينى عطاى وتدفع عنى المكروه قال الحجاج هذا لايستقيم انعطيك من بيت مال المسلمين ولا نستعملك لهم قال فقال يزيد بن أبي مسلم هاهنا خصلة تخف عن الشيخ وفيها عون للمسلمين تجعله في اعوان صاحب ديوان البصرة قال كذلك فلما خرجا قال جابر ما صنعت شيئا اترانى اكون عونا لصاحب الديوان أن لا يكلفك مؤنة ويعطيك عطاك كاملا وكان عطاه سبعمائة أو ستمائة وكان في ديوان المقابلة قال وكان يزيد شديد الحب لجابر فخرج اليه ذات مرة إلى واسط في يوم جمعة فلما تغديا دعا يزيد جارية له فجاءت بغالية فغلت بها راس جابر ولحيته فقال ياغلام اسرج البردون لابى لاشعثاء قال اعفنى من البرذون قال فالبغلة قال نعم فخرج فقال للغلام قف لى عند باب المسجد بموضع سماه له واخذ على دجلة ونزل وغسل راسه ولحيته ودلكها دلكا شديدا يقول اللهم لا تجعل حظى منك منزلتى عند هؤلاء القوم ثم جاء إلى المسجد فلما حضر خروج جابر تنافست امراتا يزيد في زاده فصنعتا له شيئا كثيرا وكان معه عمارة بن حيان فلما ركبا السفينة قال لعمارة لا تدع احد من أهل المركب يفتح زاده فلما انتهى إلى البصرة قال بقى جرابان احملهما إلى الصبيان قال صبهما على ظهر السفينة واطعم ملاحيك وادع المساكين وادفع اليهم ما بقى قال وقع في نفس الحجاج شىء من امر القدر فشكى ذلك إلى يزيد فكتب إلى جابر فاجابه قل للامير يكثر ترديد خطيته فان فيها بيان ما سال عنه فرددها مرارا كل ذلك لم ينتبه ثم بعد ذلك انتبه فقال من يهد الله فهو المهتدى ومن يضلل فلا هادى له قال ويحك يا يزيد ما اعلم صاحبك قال اتى جابر الجمعة فتلقى الناس خارجين عنها فشق عليه ذلك فقال اللهم لك على أن لا اعود.
قال أبو سفيان: ارسلت عاتكه بجزور إلى جابر فامر العنبر أن ينحرها ويجزيها بين جيرانه وان يرسل إلى اهله فاطاب واكثر في جزء أبي الشعثاء فقال اكل جيراننا اصاب مثل هذا قال بلى ولكن اطبنا هذا لأهل البيت قال واسواتاه لا تفعل ساوى بيننا وبين جيراننا. قال اتى شاب أبا الشعثاء فقال أي الجهاد افضل قال قتل خردلة والشاب لا يعرفه فاراه اياه رجل من المسلمين في المسجد ووضع يده عليه لئلا يخطيه فضربه بين كتفيه ضربة بخنجر قد سمه واخذ فقال له الوالي قد علمت انك لم تفعل هذا من نفسك وانما امرت فدلنى على من امرك ومناه فقال دع
Page 75