al-Siyar
السير
Maison d'édition
المطبعة البارونية، القاهرة، 1883
Genres
معاوية فمازال به حتى امره وخطب ومراد عمرو أن يبدو عيه وقال لمعاوية لا يدرى في هذه الامور ما هي مستجهلا له ونسبه إلى ضعف الراى والعقل وعدم الدهاء وقال ابن عبد البر اول من بلغ درجات المنبر خمس عشرة وكان يقول أنا أول الملوك وولى الكوفة المغيرة بن شعبة وامره بشتم علي وذمه والترحم على عثمان والاستغفار له فامتثل له فينكر عليه حجر ابن عدي قائلا اياك ذم الله ولعن وكان المغيرة شيخا كبيرا ويتحلم عن مثله لمنعته في قومه وشرفه فقيل للمغيرة على ما تترك هذا الرجل يجترى عليك في سلطانك قال إني تركته يجترى على من بعدي فياخذه باول وهلة فمات فتولى بعده زياد فخطب وترحم وشتم كالمغيرة ورد عليه حجر فاخذه وارسل به إلى معاوية فقتله في ست من اصحابه وتتبع أصحاب علي فمن شتمه اطلقه ومن أبي اخذه فبعث إلى بعض أصحاب حجر فقال له يا عدو الله ما تقول في أبي تراب فقال: لا اعرفه قال هو علي قال فيه احسن قول اقول فضربه بالعصا على عاتقه حتى الصق بالارض ولزمها ثم قال له لتلعننه أو لاضربن عنقك فاستقام لهم الامر وظهر الجور وعم الناس فتبعهم القريب والبعيد خوفا من سلطانهم ورغبة فيما في ايديهم وتزاحمت على طاعتهم العلماء والاشراف وذهب الدين وسكن أهل الحق زوايا الخمول والكتمان وقد بقى في ايديهم شىء من
Page 58