301

al-Siyar

السير

Maison d'édition

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Genres

كثير المؤنة بتلاميذك وأصحابك حتى لا نصل إلى حضور المجلس ورخص لرجل أن يصلي قائما ويده مقطوعة.

وأما ابنه أبو الربيع فوحيد العصر وفريد الدهر غلب عليه الشيخ فصار علما عليه.

وفي السير كان سخي الكف عالما شديدا في الأمر والنهي أخذ العلم عن أبي يحيى زكريا بن سفيان اللالوتي وأبي سهل البشر بن محمد التندنميرتي وأبي يوسف وجد ليش بن في اليجلاني وأخذ عنه بشر كثير.

وسافر إلى الحج مع الأشياخ وغيرهم فترافقوا رجلين رجلين فطال الطريق وافترقوا إلا إياه وأبا يعقوب الساكن بتملشايت قال لولا إنه يحتملني لأفترقنا وهذه بمناقب أبي يعقوب أولى وإذا سئل أهل الركب عن من عالمكم فيقولون أبو الربيع وأبو عبد الله الدرفي وعابدهم أبو موسى من أهل دجى وسخيهم زكريا بن عمار الشروسي.

وقيل تسلفوا منه ثلثمائة دينار فلما رجعوا طلبوه أن يأخذها فابى قال لا أخذ سلف الحج وإذا سئلوا من افضلكم فيقولون أبو يعقوب البرنى رفيق أبي الربيع المتقدم الذكر وطبخت لهم امرأة في طريقهم طعاما وادامته بخل فقالت كلوا طيبا له خمسة عشر يوما فاتفقوا أن لا يصدقوها فأكلوا.

وأشتهر طلوع هلال شوال فأكل بعض منازل نفوسة وأمسك بعض يريدون العدالة فخرج ليكسر على من تمادى على الصوم حتى بلغ جادو ليغير هذا الحدث.

وصام مرة رمضان في جادو وأجتهد في العبادة والقراءة فقال لأبي عمرو حجر عليهم أن لا يناموا بالليل ومن كسر الحجر فالسجن أولى وتصدق تلك المرة بمائة دينار هناك

Page 304