قاريا، فخافته عليها، فحلف أن يردها اذا قراها. وقالت: أنت نجس على شركك، ولا يمسها الا الطاهر، فاغتسل، فلما قرأ صدرا منها قال: ما احسن هذا. فخرج خباب وقد طمعوا فيه، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول اللهم أيد الاسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب فقال: دلني على محمد أسلم فقال: هو في بيت عند الصفا. فلما أتاهم نظر رجل من خلال الباب فقال: هذا عمر متوشحا سيفا فقال حمزة: ايذن له فان اراد خيرا بذلناه له وان اراد شرا قتلناه بسيفه فقال عليه السلام: ((ايذن له)) فلقيه عليه السلام في الحجرة فاخذ بمجمع ردائه ثم جبده فقال: ((ما جاء بك يا بن الخطاب فو الله ما اراك تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة)) فقال: جئتك لاؤمن بالله ورسوله وما جاء به حق من عند الله فكبر رسول الله فعلموا إن عمر قد اسلم.
وتفرقوا من مكانهم، وعزوا في انفسهم بإسلامه وإسلام حمزة، فكان إسلامه فتحا، وهجرته، نصرا، وخلافته رحمة، وتوفي رسول الله وهو عنه راض.
وهو اول من تسمي بامير المؤمنين، وكان رديف أبي بكر في التواضع والعدل والاخلاق والملبس وخشونة المطعم والزهد، يلبس العباءة والجبة من الصوف المرقعة بالادم، ويحمل القربة على كتفه. شديدا في حق الله تعالى هبة.
شبه رسول الله عليه السلام أبا بكر بابراهيم وعيسى وشبه عمر بموسى ونوح في الرافة.
واكثر ما يركب الجمل، ورحله مشدود بالليف، وسلك اصحابه مسلكه.
وقال في بعض خطبه: (من اظهر الينا منكم خيرا ظننا به خيرا واجبناه عليه ومن اظهر منكم شرا
Page 21