181

al-Siyar

السير

Maison d'édition

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Genres

واجدب جهة أبي عبيدة فمال الناس إلى خلف طلبا للخصب والرخا واخلاد إلى الارض والدنيا فلما رأى كثرة من معه وتعجب بعساكره خرج بها يريد أبا عبيدة ومن معه من المسلمين لعلمه بقتلهم وان يستأصل شافتهم ويذهب شوكتهم فلما سمع به أبو عبيدة خرج من الجبل فعسكر بعيدا من الجبل وتهيأ لدفاعه فأرسل خلف اخوته ومواليه في نحو اربعمائة فارس ولم يشعر بهم أبو عبيدة حتى غشوهم نهارا فأمر أبو عبيدة اصحابه بالكف حتى يعلموا ما يريدون فغاروا على ادرف قرية هناك فنهبوا الاموال وقتلوا الانفس وقيل قتلوا نحو عشرة فامر أبو عبيدة اصحابه بمناجزتهم لما ابصر بغيهم وعتوهم فهزمهم الله تعالى وقتل منهم كثيرا فامرهم بالكف عن اتباعهم واحسن فيهم السيرة فرجع خلف إلى تيمتى ورجع أبو عبيدة إلى اجناون وكتب إلى خلف اذ نزعت يدك من الطاعة فكن في حيزك واكون في حيزي فما بال الحرب فابى وتمادى في شن الغارات ونهب الاموال وقتل الانفس وما قدروا عليه من الفساد ثم اقام على ذلك نحو سنة فخرج بعسكره يريد أبا عبيدة ومن معه من المسلمين فعسكر أبو عبيدة بعيدا من الجبل في قلة لكنهم أهل بصائر يموتون على ما ابصروا وقيل عددهم ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا وعسكر خلف في اربعين الفا وقيل عدد من مع أبي عبيدة سبعمائة والله اعلم واعجبت خلفا كثرة عساكره وغفل إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون فلما قرب ارسل رجلين إلى أبي عبيدة يخلع ولاية الإمام أفلح ويثبت ولايته قال أبو عبيدة لهما لما اخبراه بالرسالة ايخلع بغير سبب

Page 184