قال: الحسن هو غداء بعضهم اليوم، وقدمت زعماء العرب واشرافهم وملوكهم وعليهم الحلل وبرود الوشي المثقل بالذهب والتيجان والحبر، فلما شاهدوا ما عليه من الزهد واللباس والتواضع والنسك والوقار وما البسه الله من الهيبة في أعين الناس ذهبوا مذهبه.
منهم ذو الكلاع الحميري قدم ومعه الف عبد غير عشيرته، فنزع وزهد وتزيا بزيه.
وقد رئي يوما يمشي في السوق على كتفه جلد شاة؛ ففزعت عشيرته لذلك وقالوا: فضحتنا بين المهاجرين والانصار والعرب قال لهم: اردتم مني أن أكون جبارا في الجاهلية جبارا في الاسلام لا والله لا تكون طاعة الرب الا التواضع لله والزهد في الدنيا الفانية.
فغلب على الناس في أيامه الزهد والتواضع تأسيا بفعله وسمعه أبوه يوما يصيح على أبي سفيان وهو يتذلل له ويتملق فقال لقائده على من يصيح فقال: على أبي سفيان فقال: أعلى أبي سفيان ترفع صوتك ياعتيق لقد تعديت طورك وجزت مقدارك فتبسم أبو بكر ومن حضره فقال: إن الله عز وجل رفع بالاسلام قوما واذل به آخرين.
وارتدت العرب بعد استخلافه بعشرة أيام، فلبس لهم جلد النمر، كما لبس للمؤمنين ثوب التواضع، وشمر لهم عن ساق الجد، وحصر عن ساعد الجهاد والحرب، بعدما شاور أصحاب النبي عليه السلام فاشاروا أن يتركوا وما اختاروا لظنهم إن لا طاقة لهم بالعرب لطول ما عالج رسول
Page 17