al-Siyar
السير
Maison d'édition
المطبعة البارونية، القاهرة، 1883
Genres
تقدم انه قال لا أبالي من أي طعام أخذ قوتي واقل شيء من النوم يكفيني ولا أخشى مخالفا يغلبني في الحجة حين أكل عجين غداءهم فقال لم ينضج طعامكم.
وروي أن جماعة من أهل الجبل قدموا تيهرت على الإمام فعجب من كثرة علمهم وشدة ورعهم ورزانة احلامهم فقال هل تركتم في الجبل خيرا منكم فقال له مهدي تركنا من هو خير منا أبا عبيدة الجناوني وفي سير أهل نفوسة أن مهديا وابن خالته فرجا تخاصما عند الإمام بتيهرت فقال مهدي خذ لي حقي من فرج فقد اشتغل بالدنيا وخفت على فوات الاخرة وقال فرج وخذ لي بحقي منه اشتغل بآخرته فضاعت دنياه وخفت على آخرته تتبعها فلم يجد الإمام جوابا فلما قدم نفوسة وقع عليهم مطر غزير فأبتلت ثيابهم ووليهم منزل ويغوا فدخلوا عند مهدي فألقوه بيت زاهد أفقر من مرافق الدنيا فقال له فرج أتركهم يسيرون إلى بيتي فإنه أنفع لهم فذهبوا إلى داره فوجدوها واسعة كثيرة الثياب فبدلوا ثيابهم ونشروها بثياب يابسة وأكثر لهم مجامر النار وقدم لهم أطباق التمر ووسع عليهم أنواع الأطعمة فدفوا وشبعوا قال الإمام لمهدي خاصمك فرج يامهدي فهو خير منك وتعجب الناس من كثرة الكوانين لأن الثياب والأطعمة مما يدخر للتجارة وأما الكوانين فليس لدخرها معنى وقيل انما استعملها للفرس يمنعها من خشايش الأرض وقيل إن مهديا لما مات في حصار الإمام بطرابلس دخل طائر في ذلك اليوم الذي قتل فيه ونزل على وتد يجعل عليه عمامته فتكلم فقال قتلوا من قتلك يا سيد الرجال فعلموا انه
Page 171