162

al-Siyar

السير

Maison d'édition

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

Genres

قال أبو زكريا: السمح عامل على حيز طرابلس فأحسن فيهم السيرة وعدل في حكمه، فذلك حاله مقر بأمامة عبد الوهاب وناصحا له في رعيته وراضيا عنه فلما حضرت الوفاة السمح اجتمع اليه وجوه أصحابه وقد استعمل في طرابلس وحيازها عمالا كثيرة تحته قالوا له أوصنا ومرنا بأمرك يرحمك الله فأنا مطيعوك في حياتك وبعد وفاتك فانك لن تألونا رشدا جزاك الله عنا وعن الاسلام خيرا فقال السمح أوصيكم بتقوى الله والاتباع لما أمركم به والانتها عما زجركم عنه وطاعة أمامكم عبد الوهاب وتأييده ما دام مستقيما على الحق الذي عليه سلفكم وجهاد من خالفهم فتوفي رحمه الله وفي كتاب سير نفوسة إن رجالا من أهل المشرق قدموا زائرين زمان الإمام عبد الوهاب فأختاروا من تيهرت الإمام ووزيره أبو عبد الاعلى السمح واختاروا من نفوسة أبا مرداس وأبا زكريا التكيتي والعباس ولعل الوزير مزور بن عمران لان اشتهار العباس وتوليته بعد السمح.

ومنهم مزور بن عمران وزير الإمام وشهرته في الخير كاف عن التعريف به

وأخباره وسيرته وحسن سياسته وانصافه ونصيحته للاسلام معروفة.

ومنهم ايوب بن العباس النفوسي من أهل التقى والصلاح والاشتهار في طرق

الخير وسبل الرشاد وكان الغاية في الشجاعة وقيل انه قال لا اعلم من فاس إلى مصر فارسا يبارزني وله أخبار في الشجاعة وسير في الحروب ومعرفة مرايسها ومزاولتها خلدت في بطون الاوراق وقد قدمنا التنبيه عليه في سيرة الإمام عبد الوهاب.

ومنهم أبو المنيب محمد بن يانس رحمه الله المجاهد لنفسه المطيع

Page 165