كاشد ما رأيته استن بسواك قط ثم وضعه فنقل في حجري فنظرت في وجهه واذا بصره قد شخص وهو يقول: (الرفيق الاعلى من الجنة) قلت: خيرت فاخترت والذي بعثك بالحق وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضوانه ورحمته عليه بين سحري ومنحري وفي بيتي لم اظلم فيه احدا ثم وضعت رأسه على وسادة وقمت من سفهي التدم مع النساء واضرب وجهي.
إضطراب المسلمون وأحداث السقيفة.
فقال عمر: إن رجالا من المنافقين يزعمون إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي وان رسول الله ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران والله ليرجعن كما رجع موسى. فاقبل أبو بكر حين بلغه الخبر وعمر يكلم الناس فلم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله في بيت عائشة وهو مسجي عليه برد حبرة فكشف عن وجهه فقبله فقال: اما الموت الذي كتبه الله عليك فقد ذقته ثم لم يصيبك بعده موت ابدا. فرد البردة على وجهه. فخرج فقال: على رسلك انصت فلم ينصت فاقبل على الناس فلما سمع الناس كلامه اقبلوا عليه فحمد الله واثنى عليه ثم قال: من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت ثم تلى { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل } إلى { الشاكرين } فكان الناس لم يعلموا إن هذه الاية نزلت حتى تلاها أبو بكر واخذها الناس عن أبي بكر وانما هي في افواههم فاحتفل الناس واجتمعوا إلى وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
واعتزلت الانصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة لبني ساعدة
Page 14