La protection de Sahih Muslim contre les erreurs et les omissions

Ibn Salah d. 643 AH
194

La protection de Sahih Muslim contre les erreurs et les omissions

صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط

Chercheur

موفق عبدالله عبدالقادر

Maison d'édition

دار الغرب الإسلامي

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٠٨

Lieu d'édition

بيروت

وَهِي الْمَعْرُوفَة بمنازل الْقَمَر الثَّمَانِية وَالْعِشْرين يسْقط فِي كل ثَلَاث عشرَة لَيْلَة مِنْهَا نجم فِي الْمغرب مَعَ طُلُوع الْفجْر ويطلع آخر يُقَابله فِي الْمشرق من سَاعَته فَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة إِذا كَانَ عِنْد ذَلِك مطر ينسبونه إِلَى السَّاقِط الغارب مِنْهُمَا وَقَالَ الْأَصْمَعِي إِلَى الطالع مِنْهُمَا قَالَ أَبُو عبيد وَلم أسمع أَن النوء السُّقُوط إِلَّا فِي هَذَا الْموضع ثمَّ أَن النَّجْم نَفسه قد يُسمى نوءا تَسْمِيَة للْفَاعِل بِالْمَصْدَرِ قَالَ أَبُو إِسْحَاق الزّجاج فِي بعض أَمَالِيهِ الساقطة فِي الْمغرب هِيَ الأنواء والطالعة فِي الْمشرق هِيَ البوارح إِذا وضح هَذَا فَفِي كفر من قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا وَكَذَا وَجْهَان أَحدهمَا أَنه كفر بِاللَّه تَعَالَى سالب للْإيمَان وَهَذَا ظَاهر لفظ الحَدِيث الْمَذْكُور وَإِنَّمَا ذَلِك فِيمَن قَالَ ذَلِك مُعْتَقدًا أَن الْكَوْكَب مُدبرا منشىء للمطر كَمَا كَانَ بعض أهل الْجَاهِلِيَّة يَعْتَقِدهُ وَإِلَى هَذَا الْوَجْه ذهب أَكثر الْعلمَاء أَو كثير مِنْهُم وَالشَّافِعِيّ ﵁ مِنْهُم وعَلى هَذَا من قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا مُعْتَقدًا أَنه من الله تَعَالَى وبرحمته وَأَن النوء إِنَّمَا هُوَ مِيقَات لَهُ وإمارة نظرا إِلَى التجربة وَالْعَادَة فَفِي كَرَاهَة ذَلِك مِنْهُ خلاف وَمَا أحسن قَول أبي هُرَيْرَة ﵁ الَّذِي روينَاهُ عَن مَالك فِي موطئِهِ أَنه بلغه أَن أَبَا هُرَيْرَة كَانَ إِذا أصبح وَقد مطر النَّاس يَقُول مُطِرْنَا بِنَوْء الْفَتْح ثمَّ يَتْلُو هَذِه الْآيَة ﴿مَا يفتح الله للنَّاس من رَحْمَة فَلَا مُمْسك لَهَا﴾ الْوَجْه الثَّانِي إِن ذَلِك كفر بِنِعْمَة الله تَعَالَى لَا كفر بِهِ وَذَلِكَ لاقتصاره على إِضَافَة الْغَيْث إِلَى الْكَوْكَب وَيدل على هَذَا لفظ حَدِيث أبي هُرَيْرَة الْمَذْكُور فِي

1 / 247