قال يوجين مؤمنا على كلامه: «أجل، مستحيل.»
رأى السيد لوهيد أنه كان عليه أن يدرك حينها، كان عليه أن يدرك مدى هذا النوع من التفكير، ولن يفاجأ الآن.
كان يوجين يقول في ثقة: «إن العالم الذي نقبله - الواقع الخارجي، كما تعلم - ليس ثابتا بالشكل الذي قيل لنا عنه؛ إذ إنه يستجيب لطرق كثيرة من طرق تحكمنا فيه تفوق استعدادنا لقبولها.» عند شرح شيء للسيد لوهيد غالبا ما كان يستخدم تلك العبارات الرصينة الجزلة، أما عندما يتحدث إلى ثلاثي الطابق السفلي فكان يستخدم لغة بسيطة وجذابة وغامضة بما فيه الكفاية للتواصل معهم، بمستوى قريب من مستوى فهمهم. فواصل قائلا: «وما يسمى بالقوانين ليست قواعد نهائية؛ فالقانون الذي تفكر فيه يقول إن جسما كهذا» وربت على كتف السيد لوهيد، مستطردا: «لا يمكن أن يتحرك على المياه؛ لأنه لا يمكنه أن يصل إلى حالة انعدام الوزن.»
لا يزال الأمر قابلا لأن يكون مزحة. «هل تعتقد أن أشخاصا بعينهم مشوا على فحم ساخن ولم يحترق جلدهم؟» «قرأت عنه.» «إنه أمر شائع. هل رأيت صورا؟ هل تصدقه؟» «يبدو لي حقيقيا.» «لكن أقدامهم من لحم ودم ومغطاة بجلد، ووفقا لما نعرفه جميعا من المفترض أن يحترق! والآن ألا ينبغي أن نعترف بأن العقل يمكن أن يعمل بطريقة أو بأخرى على التحكم في المادة إلى الحد الذي يعطل بعض القوانين؟» «أود أن أراه يتحكم في قانون الجاذبية.» «لقد فعلها، فعلها بالفعل. فهناك أناس قادرون على الارتفاع عن الأرض عدة بوصات دونما مساعدة من أي نوع.»
قال السيد لوهيد بقناعة تامة مع أنه حاول أن يبدو طيب المزاج: «حتى أرى بأم عيني هاتين سلة المهملات تلك وهي ترتفع وتطير فوق رأسي، فلن أصدق شيئا من هذا القبيل.»
قال يوجين: «الطريق إلى عمواس.»
حتى الكتاب المقدس يعرفه! إنه الشخص الوحيد الذي لم يتجاوز الأربعين من عمره ويقرأ في الكتاب المقدس من بين كل من قابلهم السيد لوهيد. هذا إذا استثنينا شهود يهوه. «سلة المهملات لا تستطيع التحكم في نفسها، ومن ثم لا تستطيع تسخير الطاقة. ومع ذلك فإذا كان بإمكان شخص ما يجلس في مكانك الآن تسخير نوع معين من الطاقة ...»
واصل نقاشه متحدثا عن امرأة في روسيا تستطيع تحريك أثاث ثقيل في الغرفة دون أن تلمسه. كانت تقول إن طاقتها في ضفيرتها الشمسية.
قال السيد لوهيد: «ولكن ما الذي يجعلك تعتقد أن لديك تلك القوى؟ وأنك قادر على تسخير الطاقة أو تعطيل الجاذبية أو ما شابه؟» «إذا أردت تعطيل أي شيء فسيكون ذلك لأضيق مساحة من الوقت، بضع ثوان فقط. فما أنا إلا مبتدئ. ولكن سيكفي ذلك لأحفز الناس على التفكير. كما أنني مهتم أيضا بترك الجسم؛ فلم أستطع قط ترك هذا الجسم.» «ينبغي أن تتأكد من قدرتك على العودة.» «باستطاعة الناس ذلك، لديهم القدرة على ذلك. يوما ما قد يكون شيئا نتعلمه، تماما مثل التزلج على الجليد. والآن لنفترض أنني خطوت على الماء ووضعت جسمي الظاهري - «هذا» الجسم - فغرق كالحجر، فثمة احتمال أن يطفو جسمي «الآخر»، لأتمكن من النظر في الماء ومشاهدة نفسي.»
قال السيد لوهيد: «تشاهد نفسك!» فضحك يوجين ولكن ليس بطريقة مطمئنة تماما.
Page inconnue