290

Le Secret de la Fabrication de la Syntaxe

سر صناعة الإعراب

Maison d'édition

دار الكتب العلمية بيروت

Édition

الأولي ١٤٢١هـ

Année de publication

٢٠٠٠م

Lieu d'édition

لبنان

وكذلك قول الآخر:
إلا كخارجة المكلف نفسه ... وابني قبيصة أن أغيب ويشهدا١
الكاف زائدة، وتقديره إلا خارجة، وهذا كله من الاستثناء المنقطع عن الأول، معناه: لكن.
ومن زيادة الكاف أيضا قولنا: لي عليه كذا وكذا، فالكاف هنا زائدا، لأنه لا معنى للتشبيه في هذا الكلام، إنما معناه: لي عليه عدد ما، فلا معنى للتشبيه هنا، وإذا لم يكن هنا تشبيه، فالكاف زائدة، إلا أنها زائدة لازمة، بمنزلة "آثرا ما"٢ ونحوه مما تقدم ذكره، وذا مجرور بها.
واستدل أصحابنا على أن ذا مجرور بالكاف بقوله عز اسمه: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ﴾ [الحج: ٤٨]، فالكاف في كأي هي الكاف في كذا وكذا، وإذا كانت الكاف زائدة، فليست متعلقة بفعل، كما أن الباء في لست بقائم لما كانت زائدة لم تكن متعلقة بفعل، ولا معنى فعل، ويدلك على أن الكاف في كذا وكذا زائدة، وأنها قد خلطت بذا، وصارت معه كالجزء الواحد، أنك لا تضيف ذا، ولا تؤكدها، ولا تؤنثها، لا تقول: له كذه وكذه ملحفة، فجريا مجرى حبذا.

= بكره: البكر: الفتي من الإبل "ج" أبكر. مادة "ب ك ر" اللسان "١/ ٣٣٤".
ظلم: مجاوزة الحد ووضع الشيء في غير موضعه.
يقول الشاعر إنني تغاضيت عن هذا الذي شتمني وسبني لأن له من الأمير منزلة ولهذا فهو لن يسبه ولن يشتمه، ولكن ذلك الذي يدعى معرض أباح سبه وشتمه لأنه شتمه وسبه ولذا فسبه مباح عن الأول الذي له قرابة وصلة بالأمير.
الشاهد فيه قوله "إلا كمعرض" والتقدير "إلا معرض"، حيث إن الكاف زائدة مبنية لا محل لها من الإعراب.
ومعرض: منصوب على الاستثناء.
١ "أغيب ويشهدا" بينهما طباق يبرز المعنى بالتضاد.
الشاهد فيه قوله "إلا كخارجة" والتقدير "إلا خارجة" حيث إن الكاف زائدة مبنية لا محل لها من الإعراب.
خارجة: منصوب على الاستثناء.
٢ آثرا ما: أي أفعل هذا وإلا فلا تفعله.

1 / 312