218

Le Secret de la Fabrication de la Syntaxe

سر صناعة الإعراب

Maison d'édition

دار الكتب العلمية بيروت

Numéro d'édition

الأولي ١٤٢١هـ

Année de publication

٢٠٠٠م

Lieu d'édition

لبنان

باب الظاء: الظاء حرف مجهور، يكون أصلا لا بدلا ولا زائدا. فإذا كان أصلا وقع فاء وعينا ولاما، فالفاء نحو: ظلم وظفر، والعين نحو: عظم وحظر، واللام نحو: حفظ ووعظ. واعلم أن الظاء لا توجد في كلام النبط١، وإذا وقعت فيه قلبوها طاء، ولهذا قالوا: البرطلة٢، وإنما هو ابن الظل، وقالوا ناطور، وإنما هو ناظور، فاعول من نظر ينظر. كذا قول أصحابنا، فأما أحمد بن يحيى فإنه قال: ناطور ونواطير، مثل حاصود وحواصيد، والنواطر مثل الحواصد، وقد نطر ينطر، فصحح أمر الطاء كما ترى، وأنشد: تغذينا إذا هبت علينا ... وتملأ وجه ناطركم غبارا ٣ ومن هذا قولهم مستنظر، وإنما هو مستنظر مستفعل من نظرت أنظر بالظاء معجمة.

١ النبط: الأنباط: وهم شعب سامي كانت له دولة في شمالي شبه الجزيرة العربية، وعاصمتهم "سلع" وتعرف اليوم بـ"البتراء". مادة "ن. ب. ط". اللسان "٦/ ٤٣٢٦". ٢ البرطلة: كلام نبطي، ليس من كلام العرب، قال أبو حاتم: قال الأصمعي: بر: ابن، النبط: يجعلون الظاء طاء، فكأنهم أرادوا: "ابن الظل"، والبرطلة: المظلة الصيفية. وعلى هذا تكون عبارة ابن الظل تفسيرا للبرطلة، والبرطلة بفتح الباء وضمها. ٣ يقول الشاعر لمن يحدثه: إن الريح أفضل جيراننا فهي تأتينا بالغذاء إن هبت علينا أما إن هبت على الآخرين فإنها تغبر وجوههم فقط. الشاهد في قوله "ناطركم" بالطاء المهملة فأصلها الظاء. إعراب الشاهد: تملأ: فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والفاعل مستتر تقديره هي. وجه: مفعول به منصوب بالمفعولية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. ناظركم: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة. غبارا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

1 / 237