99

Le Secret Caché

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

Maison d'édition

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Lieu d'édition

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

وفي الباب عدة أحاديث من نمطه (١) .

= موسى -وهو ابن إبراهيم بن النضر بن مروان المقرئ، أحد رواة الحديث- قال: «قال أبي: قال العباس: فتكلم الناس في هذا الحديث، فرأيت النبي ﷺ في المنام، فقلت: يا رسول الله! حدّثنا رواد ابن الجراح، ثنا سفيان، ثنا منصور، ثنا رِبعي، عن حذيفة عنك، أنك قلت: خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ، فقال لي النبي ﷺ: صدق روَّاد بن الجراح، وصدق سفيان، وصدق منصور، وصدق رِبعي، وصدق حذيفة. أنا قلت: خيركم في المايتين كل خفيف الحاذ»، ولا تلتفت إلى هذه الحكاية، فالأحكام لا تبنى أصالة على الرؤى، فتنبه ولا تكن من الغافلين! وفي الباب عن حذيفة بمعناه من طريق آخر، ولفظ مغاير أخرجه المعافي بن عمران في «الزهد» (رقم ١٩) -ومن طريقه أبو نعيم في «الحلية» (٥/١٨٧)، وأبو عمرو الداني في «الفتن» (٣/٥٤٤ و٤/٨٥١) عن مكحول عن حذيفة: أن النبي ﷺ قال: «لا تقوم الساعة حتى يتمنّى أبو الخمسة أنهم أربعة، وأبو الأربعة أنهم ثلاثة، وأبو الثلاثة أنهم اثنان، وأبو الاثنين أنهم واحد، وأبو الواحد أنه ليس له ولد»، وإسناده ضعيف، ومكحول لم يسمع حذيفة. وقال ابن أبي حاتم في (٢/١٣٢): «قال أبي: هذا حديثٌ باطلٌ» . وقال في (٢/٤٢٠): قال أبي: «هذا حديثٌ منكرٌ» . (١) ذكر بعضًا منها المصنف في «المقاصد الحسنة» (رقم ٤٥٢)، وضعّفها كما قدمناه عنه في الهامش السابق، وقال: «فإن صحّت فهو محمول على جواز التَّرهُّب أيام الفتن» . قلت: وهذا تبويب شيخه ابن حجر في «المطالب العالية» (١٧/٦١٧- ط. العاصمة) على بعضها. وانظر -أيضا-: «الأجوبة المرضية» (٢/٧٤٢-٧٤٣) . ومن بين هذه الأحاديث: ما أخرجه ابن خلاد في «فوائده» (ق ٩)، والحارث بن أبي أسامة في «مسنده» (٣/٩٦٧ رقم ٧٥٦- بغية الباحث)، وأبو نعيم في «الحلية» (٢/١١٨) من حديث ابن مسعود ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «سيأتي على الناس زمان يحل فيه العُزبة، ولا يسلم لذي دين دينه إلا من فرّ بدينه، من شاهق إلى شاهق، ومن جحر إلى جحر؛ كالطائر يفرّ بفراخه، وكالثعلب بأشباله، فأقام الصلاة وآتى الزكاة، واعتزل الناس إلاَّ من خير، ولمئة شاة عفراء أرعاها بسلع، أحب إليّ من ملك بني النضير، وذلك إذا كان كذا وكذا» . وإسناده ضعيف، فيه عبد الرحيم بن واقد، قال أبو نعيم: «غريب» . وأخرجه من طرق أخرى ضعيفة جدًا عن ابن مسعود مرفوعًا بمعناه وبألفاظ أخرى: =

1 / 110