وروى الإمام أحمد في «مسنده» عن أبي سعيدٍ الخُدري ﵁ أنه شكى إلى رسول الله ﷺ حاجتَه فقال: «اصبر أبا سعيد، فإن الفقر إلى مَن يُحبني مِنكم أسرعُ مِن السيل من أعلا الوادي -أو: مِن أعلا الجبل- إلى أسفله» (١)،
أوردهما القاضي عياض في «الشفا» (٢) بدون عزوٍ في آخر (فصلٍ في علامةِ محبتِه ﷺ) .
وروى البزار عن أنس ﵁ قال: أتى النبيَّ ﷺ رجلٌ فقال:
إني أحبُّك. قال: «استعدَّ للفاقةِ» (٣)، ونحوها عن ابن عباسٍ ﵄
_________
= الترمذي عقبه: «حديث حسن غريب» .
وأورده الديلمي في «الفردوس» (٢٢١٩)، ومداره على شداد، فيما أفاده البيهقي، وهو علّة الحديث، وحديثه منكر.
وانظر: «إتحاف المهرة» (١٠/٥٦٦ رقم ١٣٤٣٤)، و«مجمع الزوائد» (١٠/٢٧٤)، و«السلسلة الضعيفة» لشيخنا الألباني (١٦٨١)، وذكر منه: «إنّ البلايا أسرع ... منتهاه» في «السلسلة الصحيحة» (١٥٨٦) -ولم يعزه إلا لابن حبان- و«صحيح موارد الظمآن» (٢/٤٨١ رقم ٢١٢٢)، فكأنّ (النكرة) عنده في القسم الأول منه.
ولم يعزه السيوطي في «مناهل الصفا» (رقم ٩٨٠) إلا للترمذي.
(١) أخرجه أحمد في «مسنده» (٣/٤٢)، والبيهقي في «الشعب» (١٤٧٣) والسرقسطي في «الدلائل في غريب الحديث» (٢/٦٠٤-٦٠٥ رقم ٣١٥) من طريق عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، به.
وعزاه الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١٠/٢٧٤) إلى أحمد، وقال: «ورجاله رجال الصحيح» .
قلت: نعم، ولكن إسناده منقطع، (عمرو بن الحارث المصري) لم يثبت سماعه من سعيد بن أبي سعيد، ولذا قال البيهقي: «مرسل»، وسعيد هذا لم يوثقه غير ابن حبان (٤/٢٧٨) .
وعزاه المتقي في «كنز العمال» (٦/٤٨٣) إلى سعيد بن منصور -أيضًا-.
(٢) انظر: «الشفا» (٢/٦٤-٦٥) للقاضي عياض.
(٣) أخرجه البزار (٣٥٩٥)، والتيمي في «الترغيب والترهيب» (٢٣٥٢)، والبيهقي في «الشعب» (١٤٧٠) من حديث أنس، وعزاه الهيثمي في «المجمع» (١٠/٢٧٤) إلى البزار، وقال: «ورجاله رجال الصحيح، غير بكر بن سليم، وهو ثقة» .
قلت: بكر بن سُليم، قال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (٢/٣٨٦): «شيخ يكتب حديثه» . وقال ابن عدي في «الكامل» (٢/٤٦٢): «عامة ما يرويه غير محفوظ، ولا يتابع عليه، وهو من جملة =
1 / 76