بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعدَ حمد اللهِ جاعل من اختاره في الدارين سعيدًا، وشامل خلقِه بالرزق كرمًا وجودًا، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ أبي القاسم أسخى الناس وأسمحهم كفًّا، وأزهدهم في الدنيا وأحسنهم لها صرفًا: فقد سئلتُ عما وقفَ عليه السلطان الملك الأشرف، أوحدُ الملوك والمنفرد بما هو به أدرى وأعرف، حفِظهُ الله من جميع أركانه وجهاتِه، وبلّغه في الدارين النهاية من مسرّاته، في «رسالةٍ منسوبةٍ للحسن البصريِّ» ﵀ في: (الفريضة السابعةِ: مما يجب على المؤمن من الفرائض في اليوم والليلة)، وهو أن النبيَّ ﷺ قال: «اللهم من أحبني فارزقه الكفاف، ومن أبغضني فأكثِر ماله وولده» (١)،
_________
(١) عزاه صاحب «كشف الخفاء» (١/٢١٨) إلى سعيد بن منصور، بواسطة «الفتاوى الحديثية» لابن حجر الهيتمي، ثم وجدت السيوطي في «الحاوي للفتاوي» (١/٣٧٥) يورده بإسناد سعيد بن منصور، وعزاه لـ «سننه»، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن عمرو بن حزم: أن رسولَ الله ﷺ قال: «اللهم من أبغضني وعصاني فأكثر له المال والولد، اللهم من أحبني وأطاعني فارزقه الكفاف، اللهم ارزق آل محمد الكفاف، اللهم رزق يوم بيوم» .
وقال السيوطي على إثره: ويناسبه ما أورده السلفي في «الطيوريات» من طريق علي بن الجعد، عن شعبة، عن منصور، عن بعض أصحابه: أن يهوديًا أتى النبيَّ فقال: ادع لي، فقال: «اللهم أصح جسمه وأكثر ماله وأطل حياته» انتهى.
قلت: لي هنا ملاحظات:
الأولى: إسناد الحديثين ضعيف، فالأول: مرسل والثاني: معضل.
الثانية: لا يوجد الحديث الثاني في مطبوع «الطيوريات»، طبعة دار البشائر.
الثالثة: سُئل السَّخاوي عما نقل عن «رسالة عن الحسن البصري فيما يجب على المؤمن من الفرائض في اليوم والليلة» في (الفريضة السابعة) وأورد الحديث ... ولم يتكلم عليه باللفظ المذكور، واسترسل في ذكر شواهده كما فعل هنا، وذلك في كتابه «الأجوبة المرضية» (٢/٧٣٩- ٧٤٥ رقم ١٩٠) .
1 / 61