139

Le Secret Caché

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

Maison d'édition

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Lieu d'édition

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

شرًّا له، وربما سألني وليي المؤمن الفقر فأصرفه إلى الغنى، ولو صرفته إلى الفقر لكان شرًّا له» (١) . وقصة الأبرص والأقرع والأعمى (٢) في مجيء الملَك إليهم وسؤاله إياهم

(١) أخرجه الطبراني في «الكبير» (١٢/١٤٥-١٤٦ رقم ١٢٧١٩) بهذا اللفظ من حديث ابن عباس، وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١٠/٢٧٠): «رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم» . وضعّفه ابن حجر في «الفتح» (١١/٣٤٢) -أيضًا-، وأوله عند البخاري في (الرقاق) (باب التواضع) (رقم ٦٥٠٢)، وجمع شواهده ابن حجر في «الفتح» (١١/٣٤١-٣٤٢)، والسيوطي في «القول الجلي» -مطبوع ضمن «الحاوي» -، وشيخنا الألباني في «الصحيحة» (١٦٤٠) . (٢) أخرج البخاري (٣٤٦٤، ٦٦٥٣)، ومسلم (٢٩٦٤)، وابن حبان (٣١٤)، والبيهقي (٧/ ٢١٩) من حديث أبي هريرة أنه سمع رسول ﷺ يقول: «إن ثلاثةً في بني إسرائيل: أبرص، وأقرَع، وأعمى، بدا لله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكًا، فأتى الأبرص، فقال: أيُّ شيء أحبُّ إليك؟ قال: لونٌ حسنٌ، وجلدٌ حسنٌ، قد قذرني الناس. قال: فمسحه، فذهب عنه، فأُعطي لونًا حسنًا، وجِلدًا حسنًا، فقال: أيُّ المال أحبُّ إليك؟ قال: الإبل -أو قال: البقر، هو شكَّ في ذلك؛ أن الأبرص والأقرع قال أحدهما الإبل، وقال الآخر البقر-، فأُعطي ناقةً عُشًراء، فقال: يُبارَكُ لك فيها. وأتى الأقرع، فقال: أي شيءٍ أحبُّ إليك؟ قال: شعرٌ حسن ويذهب عني هذا، قد قذرني الناس. قال: فمسحه، فذهب، وأعطيَ شعرًا حسنًا. قال: فأيُّ المال أحبُّ إليك؟ قال: البقر، فأعطاه بقرةً حاملًا، وقال: يبارَكُ لك فيها. وأتى الأعمى، فقال: أي شيءٍ أحبُّ إليك؟ قال: يَرُدُّ الله بصري، فأُبصر به الناس. قال: فمسحه، فردَّ إلله إليه بصرهُ، قال: فأي المال أحبُّ إليك؟ قال: الغنم. فأعطاه شاةً والدًا. فأُنتج هذان، ووُلِّدَ هذا، فكان لهذا واد من الإبلِ، ولهذا وادٍ من بقر، ولهذا وادٍ من الغنم. ثم إنّه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجلٌ مسكينٌ تقطّعت بي الحِبال في سفري، فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن، والمال، بعيرًا أَتبلَّغ عليه في سفري. فقال له: إن الحُقوق كثيرةٌ. فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس، فقيرًا، فأعطاك الله؟ فقال: ورِثتُ لكابرٍ عن كابرٍ. فقال: إن كنت كاذبًا؛ فصيرك الله إلى ما كنت. =

1 / 150