وقوله أيضًا:
لاقاك في العام الذي ولى فلم ... يسألك إلا قبلة في القابل
إن البخيل إذا يمد له المدى ... في الجود هان عليه وعد السائل
وأمثال هذا أكثر من أن تحصى.
ومما يجب أن يعتمد في القافية أن لا تكون الكلمة إذا سكت عليها كانت محتملة لمعنى يقتضي خلاف ما وضع الشعر له مثل أن يكون مديحًا فيقتضى بالسكوت عليها وقطع الكلام بها وجهًا من الذم أو معنى يتطير منه الممدوح أو ما يجرى هذا المجرى كما حكى أن الصاحب إسماعيل بن عباد أنشد عضد الدولة قصيدة مدحه بها فقال فيها:
ضممت على أبناء تغلب تائها ... فتغلب ماكر الجديد أن تغلب١
فتطير عضد الدولة من مواجهته إياه بتغلب وقال: يكفى الله ذلك ولو قال في وسط البيت تغلب وتغلب لم يكن في ذلك من القبح ما يكون في القافية لأنها موضع قطع وسكوت ووقوف على ما مضى واستئناف لما يأتي.
وروى أن أبا الطيب لما أنشد قصيدته التي ودع بها عضد الدولة فقال فيها:
وأيا شئت يا طرقي فكوني ... أذاة أو نجاة أو هلاكا
قال عضد الدولة: يوشك أن يصاب في طريقه وكانت منيته فيه. وقال أبو الفتح عثمان بن جني: جعل القافية هلاكا فهلك.