150

Le Secret de l'Éloquence

سر الفصاحة

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الطبعة الأولى ١٤٠٢هـ_١٩٨٢م

والجنون وذكر القفا من الألفاظ التي تستعمل في الذم وليست من ألفاظ المدح. وقد كان بعض الأدباء يعيب قول ابن الرومي: من شعرها من فضة ... وثغرها من ذهب ويقول: إن التشبيه بالفضة والذهب إنما يقع في المدح وكان يجب أن يهجو هذه المرأة بما يستعمل من ألفاظ الذم وطرقه. فإن قال قائل: إذا كان التنين هو الحية وكانوا كثيرًا ما يشبهون الممدوح بالحية. ويقولون: هو صل صفاة وحية واد وأرقم وأسود وغير ذلك كما قال أبو الطيب: يمد يديه في المفاضة ضيغم ... وعيناه من تحت التريكة أرقم١ وقال آخر: إني على رأس العدو وتحته ... لغمام قسطلة وحية واد٢ وقال الرضى: نبهت منى يا أبا الغيداق ... أصم لا يسمع صوت الراقي ذا ريقة تهزأ بالدرياق ... كأنما أم من الإطراق٣ وقال حريث بن عناب: أترجو الحياة يا بن بشر بن مسهر ... وقد علقت رجلاك في ناب أسودا من الصم تكفى مرة من لعابه ... وما عاد إلا كان في العود أحمدا

١ المقاضة: الدرع الواسعة والتريكة البيضة تشبيها لها ببيضة النعامة إذا خرج منها الفرخ. ٢ اللغام: زبد أفواه الإبل والقسطلة: هدير الإبل. ٣ أم: شج في رأسه.

1 / 162