Le Secret des Deux Mondes et la Révélation de Ce Qui est des Deux Demeures

Al-Ghazali d. 505 AH
5

Le Secret des Deux Mondes et la Révélation de Ce Qui est des Deux Demeures

سر العالمين وكشف ما في الدارين

Chercheur

محمد حسن محمد حسن إسماعيل وأحمد فريد المزيدي

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1424هـ 2003م

Lieu d'édition

بيروت / لبنان

إذا صليت صبحك تقعد في ذكر الله تعالى إلى طلوع الشمس ثم تأمر أهل دارك ومن حولك بما تريده من حوائجك من مأكل ومشرب ثم تركب لتسمع أو يلقاك محجوب . أو تلبى مظلوما أو تطلع على الحوادث ثم تعود وأنت محفوف بالقعقعة والسلاح والتحرز من طمع الأعداء تم تقعد في دار عيد لك لكشف المظالم وسماع الرسل تترك الناس صفين يمينا وشمالا والوسط مفتوح لئلا يحجب عنك منظور وصاحب حاجة وتسأل عمن تنكره ولا تستخدم من لا تعرفه إلا بخبرة أو ضمان أو تسليم إلى عقيدة وليكن لك جماعة من أرباب العلم والعقل والتجارب في الرأي والمشورة ووزراء خير لا فسقة فمن ليس بأمين لنفسه فكيف على سواه ثم تنهض من مجلسك في الظهر وليكن للملك عين في الديوان لما يجرى فإذا دخل منزله بسط الطعام ومد الخوان للجند والأخوان وليكن كثير التعهد والتفقد وجبر القلوب المنكسرة وليكن على الطبيخ أمين ما أساء إليه فان القلع ثمرة الإساءة ثم يأخذ طعم الطبيخ طابخه ثم حامله ثم واضعه عند الملك يغمس اللقمة في جميعه فقد مات شيرباز بن ذار بنصف تفاحة قطعت وقد مات شاسان بنصف قدح شراب سلم شريكه مع عطبه . وقد سم النبي صلى الله عليه وسلم بذراع مشوي للسر في محبته له لقرب المشرع من المسعى . وقد سم أبو لؤلؤة السكينة التي قتل ابن الخطاب رضى الله تعالى عنه وسم عبد الرحمن بن ملجم سيفا ضرب به قمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه . وسمت حصار بنت خوجه بنت كعب الغساني زوجها الحسن بن على رضى الله عنهما وكان الأصل أنه شاء يوما حب عنب غير مغسول وكم مثل ذا في الدهر ما ليس يحصر وتحترز من السموم في طعامك وشرابك ولباسك ومنامك حتى منديل فراشك وليكن خارج العالم مجردا مسودا مداخلا في معرفة غوامض أحوالهم بالترسل والتجسس وكشف علوم من البلاد بجواسيس شارحة متنكرة مختلفة مثل فقير وصوفي وتاجر وطبيب وكتبة . وقد كان المأمون به أصحاب خير يستجلبون له أخبارا من الطرقية هكذا سنن الملوك .

Page 14