Le Secret des Deux Mondes et la Révélation de Ce Qui est des Deux Demeures

Al-Ghazali d. 505 AH
20

Le Secret des Deux Mondes et la Révélation de Ce Qui est des Deux Demeures

سر العالمين وكشف ما في الدارين

Chercheur

محمد حسن محمد حسن إسماعيل وأحمد فريد المزيدي

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1424هـ 2003م

Lieu d'édition

بيروت / لبنان

افتقد آلات سفرك قيل خروجك وناد في سفرك لعسكرك بالإعلام قبل الخروج بمدة واترك بعدك من يتفقد الناس وليكن عندك صناع فيما تحتاج إليه وليكن لسوق عسكرك أمناء تحفظه بالتغليظ في السياسة وليكن وزيرك عالما بكتب أرباب السياسات مثل الممالك والمسالك وسياسات المعري التي أودعها الرئيس في آخر كتابه المسمى بالأدوية القلبية وكتاب قوانين الملك لابن مرة ويقتنى مثل كتب البيزرة لكشاجم ، وكتب البيطرة لابن قتيبة والمنهل الروي فهذا يحتوي على أصناف البزاة وأدويتها ودائها وأصناف الخيول ستون صنفا . وكان الاسكندر ينظر الدابة فيعرف مرضها وهذا هو الطب الأصعب إذ لا يمكن فيه من المساءلة وكان يقف في شباك له أو خيمة مشرفة على الدواب وعلفها فقيل له أتباشر هذا الأمر بنفسك فقال نعم لأنها لنفسي وأمغص له فرس فسقاه ماء الأشنان مبردا فهدأ . ومن جملة الخواص تمشيتها على قبور أهل الذمة فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : تسمع من قبور أهل الذمة صعقات الانتقام وصراخهم من تحت فتفزع وتشفى وهذه الخواص كثيرة من الحيوان والنبات والجماد فقد ذكرنا أشياء منها في فصول هذا الكتاب . وقد روى أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال لما فتح عمر بن الخطاب رضى الله عنه مدينة القدس وأمر فيها عبد الله بن مسعود نأتيته مهاجرا إليها فدخلت عليه فلم أر له حاجبا ولا بوابا فسألته عن ذلك فقال سيظهرها عثمان ثم تسمعون بمنزلها ثم رأيته ينقى شعير فرسه بيده فقلت له في ذلك فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ' من افتقد قضيم دابته بيده ونقاه بيده كان له بكل حبة عشر حسنات ' أفتراني أعطى هذا الثواب لغيري افتقد نفسك وما ينجيك هو خير لك من كبرك الذي يطغيك . ومثل هذا نقل عن أبي حازم قال دخلت على عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى فأخذ المصباح ينطفئ فقلت أما أنبه غلامك فقال لا فقلت أقوم أنا فقال لا ، ثم قام عمر وأصلحه ثم قعد وهو يقول قمت وأنا عمر وقعدت وأنا عمر قبحا لوجوه المتكبرين ثم أنشد . إذا عظم الإنسان زاد تواضعا . . . و إن لؤم الإنسان زاد ترفعا كذا الغصن أن تقو الثمار تناله . . . و أن يعر عن حمل الثمار تمنعا

Page 35