9

وفقد كانوا يعيشون سلطة القبيلة وتسلط الاسياد والاقوياء على الفقراء والعبيد، وكان المجتمع المكي مجتمعا يتكون من ثلاث طبقات متميزة هي :

1 طبقة الاثرياء وأصحاب رؤوس الاموال : أمثال أبي سفيان وأبي لهب والوليد والعباس بن عبد المطلب وغيرهم ، وكانوا يمثلون الطبقة الرأسمالية الربوية والتجارية ، التي تملك السلطة والسيادة ، والتي كانت بسيطرتها على مكة وعلى البيت الحرام آنذاك ، تملك نفوذا واسعا بين قبائل العرب وشعوبها .

2 طبقة الفقراء والمعدمين : الذين كانوا يعيشون حالة الفقر والبؤس والاضطهاد الاجتماعي .

3 طبقة العبيد : وهي الطبقة التي عاشت حالة الفقر والبؤس وحسب ، وكانت تعامل معاملة الحيوانات والمنبوذين ، ويموت العبيد تحت السياط وأقدام الاسياد .

لقد كان الفقر والبؤس والجهل والمرض، أشباحا مرعبة تسيطر على قبائل العرب المتناثرة في جزيرتها الموحشة الجرداء .

تلك الحياة والوضعية الاجتماعية المزرية ، التي صورها لنا القرآن الكريم حين هاجم أصحاب رؤوس المال الجشعين ، عندما تحدث عن حالة البؤس والفقر ، التي دعت بعضهم إلى قتل أولادهم والتخلص منهم .

(8)

وقد صورت إحدى آيات القرآن الكريم هذه الصورة المأساوية المروعة بنصها :

(ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم ) .(الاسراء / 31)

فشرحت أبعاد المأساة الاقتصادية والوضع الاجتماعي المتردي ، الذي كان يعيشه العرب تحت وطأة الجاهلية .

ويتحدث القرآن في آيات اخرى عن الخوف والفقر فيذكر بنعمة الاسلام الذي

أبدلهم بالخوف أمنا حين ثبت هذه الحقيقة بقوله :

(أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون ) .(العنكبوت / 67) قال الطبرسي مبينا معنى الآية هذه ، في تفسيره «مجمع البيان» :

Page 9