قلنا على سبيل الجبر كما مر ومنه إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء قلنا الفتنة هي الاختبار والامتحان ومنه سمي الصانع فتان وقد جاءت الفتنة على معان هذا أليقها لتنزيه الرب عن العدوان. ومنه ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم قلنا المشيئة بالجبر كما سلف والضمير في لذلك للرحمة لا للاختلاف قالوا ذلك ضمير المذكر لا يصلح للرحمة المؤنثة قلنا رد الله ضمير التذكير إلى التأنيث في قوله هذا رحمة من ربي إن رحمت الله قريب من المحسنين وقد اشتهر ذلك في أشعار البلغاء. ومنه ولا تجعل في قلوبنا غلا قلنا الجعل بمعنى التخلية مثل قول أحدنا لغيره وجعلتني ذليلا إذ خلا بينه وبين ما يذله وبمعنى التسمية وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا . ومنه ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا قلنا وجدناه غافلا أو أغفلناه فلم نكتب فيه علامة الإيمان ومنه إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا وجعلنا على قلوبهم أكنة
Page 29