Sirat Muluk Tabacina
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Genres
آخر التباعنة: الملك سيف بن ذي يزن
توقفت بنا أحداث السيرة المندثرة للملوك التباعنة عند رحيل الملك التبع ذو اليزن، إلى أفريقيا بحثا عن كتاب - أو منابع - النيل، وإقدامه على بناء مدينته التي شق أنهارها وشيد قلاعها وبنى أسوارها وسماها، أحمرا أو «الحمراء».
لحين نشوب ذلك الصراع بينه وبين ملك الأحباش «سيف أرعد» الذي أفزعه، إلى حد الجنون، نزول الملك ذو اليزن بجيشه العربي بالقرب من بلاد الحبشة، وتهديد سطوتها ويدها الطولى المهيمنة على منابع النيل، وعلى معظم الأقوام والكيانات والقبائل الأفريقية، سواء في شرق أفريقيا المتضمن للقرن الأفريقي، أو شمالها في السودان وبلاد النوبة وصعيد مصر والمغرب.
فكيف لملك الحبشة «أرعد» أن يهدأ بالا، وهو يشهد تعالي سطوة العرب وتبعهم ذو اليزن وازدهار مدينتهم الجديدة التي تضاءلت بجانبها عاصمته إثيوبيا، كما ورد في معلقات الوزير الحكيم «يثرب».
ومن يثرب قد سرنا بعد عمارها
إلى بعلبك ابن عمي بها كبرا
وسرنا إلى أرض الحبوش بجيشنا
نزلنا بواد عمه الماء والزهرا
مليكنا ذو اليزن عمر أحمرا
حصنها بالأسوار وأجرى الأنهرا
Page inconnue